احمد امين
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 03/06/2009
| موضوع: الموسيقى غذاء الروح 1 الخميس يونيو 04, 2009 5:29 pm | |
|
الموسيقى هي لون من ألوان التعبير الإنساني، فقد يتم التعبير فيها و بها عن خلجات القلب المتألم الحزين، و كذلك عن النفس المرحة المرتاحة؛ و في الموسيقى، قد يأتي المرء بشحنة من الانفعالات التي فيها ما فيها من الرموز التعبيرية المتناسقة.. في "مقاطع" معزوفة يحس بها مرهفُ الحس أو من كان "ذوّاقة" ينفعل ويتفاعل سماعياً و وجدانياً و فكرياً، يحس بها إحساساً عميقاً و ينفعل به انفعالاً متجاوباً، مثله مثل أي من الكائنات الحية. فالموسيقى –و بخاصة الموسيقى الراقية و الروحانية- تساهمُ في علو الروح.
و لكن الموسيقى ليست مجرد أنغام؛ بل هي وسيلة "تواصل" لالتقاء الذهن و الروح عند الشخص الواحد؛ و هي أيضاً وسيلةٌ فاعلة اجتماعية و تربوية تساهم في عمليات التفاهم و في تنمية الحس الشخصي؛ و تعمل على إدخال البهجة على النفوس و في تجميل العالم من حولنا، أو كما جاء في إحدى مقطوعات الفنانة اللبنانية الشهيرة فيروز:
-أعطني النايَ وغـَنّي، # فالغِنا[ء] سِـرُّ الوجودْ!
و كذلك كما صدحت السيدة أم كلثوم:
-المَغـْـنَى، حياة الروح # يسمعْهُ العليلْ يِشفيه!
كما تساهم الموسيقى إسهاماً فعالاً في تبادل التآخي الثقافي الحضاري و توثيق الصلات و تقوية عُرى الصداقة و المودة و تسهيل التعاون و التقارب بين الناس على المستوى المحلي في البلد الواحد، و بين مختلف الشعوب على مستوى الكون. ولعله من الممكن لنا تكوين صورة أو فكرة عن أي بلد.. بوقوفنا على نوع و مستوى موسيقاه!
في هذا، أشار الكاتب المصري نزيه جرجس في محاضرة ألقاها في إمارة (أبو ظبي) أثناء مشاركته في احتفالياتها للموسيقى في 2004م،.. فأوصى بالاعتناء بالموسيقى و خاصة للأطفال، و ذلك لمساعدتهم في عمليات توازنهم الوجداني، و في دَيْـنامية تعاملهم مع الآخرين؛ فعبَّر ذلك الكاتب لجمهور تلك الاحتفالية الإماراتية بأن أطفال بلده (مصر) محرومون عموماً من الموسيقى الهادئة و خاصة "الكلاسيكية" منها، سواء في المدارس أم في البيوت؛ ..ثم عرض تجربته عن إعداد قصة -و معها موسيقى- على شريط "كاسيت"؛ و قال إنه وجد أن هكذا مشروع لاقى قبولاً (بل رواجاً) في أنحاء مصر، و أيضاً بين الجاليات العربية في الخارج (في أمريكا مثلاً).
الموسيقى ليست مجرد أنغام
فعالم الموسيقى عالم غني و متعدد الأبعاد، متنوع المردودات؛ فهو متشعب الزوايا، فيشمل عدداً من المفاهيم و القيم، ويتطلب الانضباط، و له العديد من المغازي. فبالموسيقى يمكن الأطفال (بل عموم "نوع" الإنسان) أن يتعلموا مساعدة الآخرين و التعاون معهم؛ و بها يسهل التعامل مع كائنات الطبيعة كالطيور و الزهور و تنمية المحبة لهما؛ كما و بالموسيقى يمكن بنو الإنسان أن يتلذذوا (أكثر) بالمناظر "الخلابة" و بالبيئة الكونية من حولهم. كان في مشروع نزيه جرجس أن قام ببناء منظومة موسيقية بطريقة خلاّقة جاءت فيها أداة "الناي" ممثلةً للقط، بينما مثـّلت "الطبولُ" الصيادين؛ و استعملهما و غيرهما من الأدوات الموسيقية في برنامج توعوي تثقيفي في موضوعات التربية البيئية. ثم قام ذلك المؤلف بعد ذلك بتحويل المقطوعات إلى رقصة "باليه"، وأصدرها في عدة اسطوانات شائقة معتمدة على فقرات من التمثيل المفعم بالأنغام الشدية الساحرة، فأضحت بذلك وسيلة تعليمية.. و أيضاً أداة للتسلية إبّان تدريب الأطفال و الناشئين.
| |
|