احمد امين
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 03/06/2009
| موضوع: الموسيقى غذاء الروح 2 الخميس يونيو 04, 2009 5:34 pm | |
| الطرَب في المقام الحجازي/ "حجازْ كار"
-"كأنْ لم يكنْ بينَ الحُجونِِ إلى الصَّفا # أنيسٌ، و لم يَسمُرْ بمكةَ َ سامِرُ"
يشير الشاعر مبارك العَمّاري، المستشار في الديوان الملكي البحريني (للتراث الخليجي) إلى فن "الصوت" في الأداء الغنائي بأنه تركيبة مبتكرة في أساس "الهيكل العظمي" للغناء العربي القديم، و أن نشأته كانت في مكة المكرمة؛ و أنه ورد ذكره في كتاب "الأدوار"، لصفي الدين الأرموي (مخطوطة في مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينة المنورة)، و أنه جاء ذكر هذا النوع من الغناء في كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني؛ و إن أصناف الصوت تشمل: "العربيات" (بإيقاع 4 على 6)؛ و الشامي؛ و الساحلي؛ و الحَرِّي. كما كان من مشاهير الغناء المكي القديم، من الرجال: ابن مسجع، و ابن سريح، و ابن محرز؛ و ابن طويس؛ و من النساء في الغناء الحجازي (في مكة و المدينة)، اشتهرت سَلاّمة و جميلة.
أما في العصر القريب، في القرن الماضي، فقد كان، من الرجال: حسن جاوة، الذي شارك بمجموعة أغاني في مهرجان الغناء العربي الأول في القاهرة، 1923م؛ و الشريف هاشم العبدلي الذي سجَّل عدداً من الأغاني على أسطوانات في القاهرة (توفي في 1926م)؛ و كان فيما بعد: طارق عبدالحكيم، و محمد علي سندي؛ و طلال مداح، و فوزي محسون و محمد عبده و محمد أمان. كما أن من النساء الشهيرات حالياً: المطربة الفنانة "توحة" (فتحية حسن يحي)؛ و عتاب، و ابتسام لطفي.
و لقد ذاع عبر العصور صِيت المقام الحجازي/ "حجاز كار"، فاستخدم في عدد من أشهر المقطوعات الموسيقية، فمنها ما كان من غناء المطرب العربي الكبير محمد بن عبدالوهاب:
-مُضْـناكَ، جَفاهُ مَرقدُهُ # و جفاهُ و رَحَّمَ عُوَّدُهُ
-حيْرانُ القلبِِ مُعذَّبُه # مطروحُ الجفنِ مُسَهَّدُهُ
و في أداء كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.. من كلمات بيرم التونسي:
-أنا في انتظاركْ خلّيتْ # يـَدِّي على خدي و عَدّيتْ
و في منطقة الخليج، كان من أشهر المعزوفات..في أداء الفنان الكويتي عوض الدوخي:
-صوت السهارَى..يومْ # مَرَّوْا عليَّ،..عَصريةَ العيدْ!
أما صنف "العربيات"، فهو نوع من الصوت العربي المتجذر في العصر العباسي؛ و منها ما يؤدى بدون استهلال و لا "توشيحة" و لا تصفيق، و لا زفن (رقص). و من "الحجاز كار" كان نوع "الحُميني"، و منه صوت "الحَرِّي" (بما فيه الغناء الحجازي النسوي)..و هو نوع ثابت الوزن و الإيقاع و يعتمد على أربعة أبيات..مع الرد عليها بنفس الوزن و القافية. و استمر هذا النوع(الحَرِّي) حتى أواسط القرن العشرين (بحسب الباحث الشاعر مبارك العمّاري، عن الكاتبة السعودية/ هند باغفّار). و اشتهر هذا الغناء الحجازي في منطقة الخليج، أيضاً. و من المقطوعات المشهورة:
-يا مَرْكبَ الهند، يا بو دَقلينْ # يا ريتني كنت رُبـّانه!
و كذلك كانت "الصهبة" أساسية في الغناء الحجازي، وهي تعتمد على التصفيق بدون استعمال أدوات الإيقاع؛ و منها ما انشده مطرب الحجاز المرحوم محمد علي سندي:
-جَسَّ الطبيبُ ليَ نبضي # فقلتُ له..يا سِيدي، فقلتُ له..
-..إن التألمَّ في كبدي، فاتركْ يدي # يا سِيدي.. فاتركْ يدي!
و كانت "التوشيحات" تؤْذن بنهاية أغنية الصوت..و لكنها كانت تأتي أيضاً كنهاية لغير "الصوت" من الأغاني، و ذلك في شكل بيتين ينُمان عن نهاية الأغنية؛ و من التوشيحات الخليجية التي كانت تتغنّي بالحجاز:
-و الزين لمن عبر،.. # بأرض "الشبيكة" تمخطر
-يا طلعتُه كالقمر.. # كأنهْ بدر وسْط شعبان..
و أنا المسيكين أنا!!
["الشبيكة"..هي الحارة الأشهر في مكة المكرمة]
و في صيغة أخرى غنّاها المرحوم الفنان الكبير محمد بن فارس آلخليفة:
-مِن شُفت سِيدِي عَبَرْ # وَسْطَ "الشُّبيكة" تمخْطرْ
..يا طَلعتُه كالقمرْ! ...
| |
|