احمد امين
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 03/06/2009
| موضوع: الموسيقى غذاء الروح 3 الخميس يونيو 04, 2009 5:37 pm | |
| أتذكر أنه أثناء طفولتي في المرحلة الدراسية الابتدائية أن أحْضرَ المرحوم والدي مرة إلى منزلنا "صندوق غـُنا" (قراموفون) لتشغيل بعض "اسطوانات" الغناء، وأحضر معه عدداً من الأسطوانات المسجلة حديثاً..مما وصل أيامها إلى سوق مكة المكرمة؛ (كان ذلك "الحدث" يشبه في وقتنا الحاضر تركيب القرص الفضائي/ "الدش" -أول ما وصل إلى الأسواق، أو توصيل "الكيبل" إلى المنازل ليتمكن أفراد العائلة من مشاهدة البرامج المسلية السمعبصرية الخاصة.. و كذلك تنظيم عرض الحفلات و المهرجانات و المباريات العالمية مثلاً.
و أذكر كم كان الوالد ممتناً أنه اقتنى الجهاز و أحضره لمتعتنا العائلية في البيت؛ وأتذكر اتخاذ عدد من الاحتياطات لكي لا تخرج الأنغام إلى خارج المنزل، بتخفيف الصوت إلى ما يقارب كتمه، و ذلك بسد الفتحات بإحدى سجاجيد الصلاة أو بشرشف أو ببشكير -رغم أن "الجلسة" كانت في "الديوان" –و في الجانب الخلفي من البيت(السبب: في حارتنا كان مطوعٌ يسكن ليس ببعيد عن منزلنا). و كان المرحوم الوالد في أوقات ارتياحه و انشراحه في محلنا التجاري في مكة المكرمة، على شارع السوق الصغير/شارع إبراهيم الخليل (كان موقع المحل في الحيز الحالي لباب فهد من الحرم المكي) ..كان المرحوم يترنم بكلمات من أبيات "صوت"، كان مطلعه:
-يا من هواهُ أعزَّهُ و أذلَّني # كيْفَ السبيلُ إلى وِصالِكَ..دلّني؟!
أنتَ الذي حَلّفتني و حَلفتَ لي # و حَلفتَ أنكَ لن تخونَ..و خُنتني!
و كما في الموسيقى و الغناء.. فهناك الحركات المموسقة المعتمدة عليها؛ و هذا يعني و يشمل الأداءات الاستعراضية و الحركات البدنية من الرقصات بأنواعها، الجماعية و الشعبية و الكلاسيكية و الفردية؛ فبالرقصات تكتمل و تتماهى المعزوفات.
إن الشعب الطروب لن يهن و لن يموت، فدعونا نستعيد و لو بعض الهنا، وأن نبعد عن أنفسنا و لو بعض العنا؛ و أن نسعى إلى منع اغتيال البهجة في صدورنا، و الفرحة من على شفاهنا. و علينا ألا نفقد الأنس(و كذلك الحب و الحنان)؛ و ألا نسمح بأن نُدفَع إلى نسيان إنسانيتنا، و إلى فقدان ابتسامتنا..!
| |
|