لعلاقة قديمة واكثر من وثيقة ..
وإذا ما حاولنا تحديد العلاقة بمنهجية صارمة لا تخلو من إختزال فان الفلسفة ترتبط بالفن عن طريق مبحثين رئيسين في كل الانساق الفلسفية الكبرى منذ الفلسفة اليونانية وحتى المعاصرة ..
المبحثين هما : الاخلاق .. والحرية
هذا مع إغفال ان فلسفة الجمال بحد ذاتها قد تشكلت لتصبح مبحثا رئيسا بالفلسفة
اما عن توصيف العلاقة في جوهرها ..
فهي ذلك الجدل الذي دار ( ومازال ) حول فكرة القيمة وربما كانت اول محاولة واضحة وممنهجة لتحليل تلك الإشكالية ترجع الى افلاطون في محاورته ( فايدروس ) او عن الجمال ..
والذي رغم كون فلسفته كانت ثمرة لفترة تعتبر من الأزهي والأكثر ثراءا ( فنيّا ) في التاريخ إلا ان احكامه قد تضاربت بل واختلفت احيانا حول قيمة الفن حتى وصل به الأمر في مساره الأقسى بأن وصف الفن في عصره بانه محاكاة غرضها الإثاراة وتمويه الحقيقة .. هذا ناهيك عن رأيه في الخطابة مثلا
الموسيقى ايضا وجدت لنفسها مكانا في الانساق القديمة ربما منذ الفيثاغورثيين ..
إلا انني اعتبر ( فاجنر ) افضل مثال للفيلسوف الموسيقار سواء تجسيدا لفكرته او تعبيرا عنه ..
بالنسبة للفن بصفة عامة فان اشهر الأطروحات التي احتلت حيّزا ضخما في فلسفة الجمال من المناقشة والتنظير هي جدلية هل الفن للفن ام للمجتمع ؟ اي هل يجب ان يستمد الفن قيمه المعيارية من داخله هو ام يخضع للسائد وينزح دوما نحو تطويره وإصلاحه ؟ هل يجب ان يكون صادما ام متسقا ؟
وبرأيي الشخصي انه من العبث توهم إمكانية وضع منهجأ واحدا او تفسيرا شاملا للفن وضرورته وطبيعته فهو في صميمه الإبداعي تعبير للحرية عن نفسها .. وهو ما يقودنا الى المبحث الثاني اي فكرة الحرية ..
فغني عن الذكر تلك العلاقة الوثيقة ما بين الإبداع والحرية .. وهنا ستجد ايضا تداخلا وارتكانا على تلك العلاقة القديمة جدا ما بين الفن والدين وبخاصة في الحضارات الشرقية ..