لم يكن لأبو بكر الصديق أو عمر بن الخطاب اهتمامات خاصة بالموسيقي والغناء ، حيث شغلتهم حروب الردة ، وأبعدتهم عن الاستقرار والرخاء ، وهو الجو الذي تولد فيه وتتقدم فنون الموسيقي والغناء ، كما أشار إلي ذلك ابن خلدون في مقدمته الشهيرة .
وفي عهد عثمان بن عفان ، تمت الحروب ، وجلب المسلمون الأسري ومعهم فنون ومدنيات بلاد فارس واليونان ، فبدأ انتعاش الموسيقي والغناء ، ودخلت بيوت الأمراء والأشراف ، وظهرت مغنيات مثل عزة الميلاء ، وغيرها من القيان اللواتي كن يقمن في المدينة حفلات غنائية يحضرها أشراف القوم ، وفي عهد علي بن أبي طالب ، بدأ النظر إلي الموسيقي والغناء بنظرة اهتمام واحترام .
أشهر المغنيين في هذا العصر .
طويس : هو عيسي بن عبد الله ، ولد في المدينة المنورة عام ( 632 م) وتوفي في السويداء عام ( 713 م ) – ويقال أنة أول من غني في الإسلام الغناء الرقيق مستخدما الدف ذا الشكل المربع ، كما أنة كان أول من غني صوتا . ومن تلاميذه نذكر ( ابن سريج ) .
سائر خاثر : هو أبو جعفر سائب بن يسار ، قتل عام ( 683 م ) في عهد يزيد الأول ، وكان أول مغني عزف علي آلة العود في أثناء تأدية الغناء ، ويذكر أنة أول من ابتكر إيقاع ( الثقيل الأول ) .