لا شك أن الموسيقى العربية تأثرت كثيرا بالموسيقى الغربية وبأشكال كثيرة ومختلفة. ويكفي أن تستمع لبعض أعمال الفنانين العرب الأخيرة لتكتشف ذلك. فمثلا شريط عمرو دياب الأخير "علم قلبي" حمل الإيقاعات الغربية الجديدة المسماة "D&B" والتي ظهرت في أغنية جاستن تمبرلايك الشهيرة Cry Me a River كذلك تستطيع الاستماع إلى أغنية صابر الرباعي الأخيرة "برشا" وتستمتع بصوت الغيتار على الطريقة الغربية في شكل كان من المستحيل أن تشهده الموسيقى العربية في الماضي. وشمل هذا التأثر كثيرا من النواحي في الألحان والتوزيع وحتى في طريقة الكلمات حين نرى بعض الأغاني التي فيها بمقاطع باللغة الإنكليزية أو لغات أخرى وكذلك الأعمال المشتركة بين فنانين عرب وأجانب. على الجانب الآخر تستطيع أن ترى الفنانين الغربيين أيضا يستخدمون إيقاعات وجمل لحنية عربية مثل أغنية "What You Got" لجاستن تمبرلايك وأغنية "Sneak" لـR Kelly. وأنا بكل تأكيد أفضل أن أستمع إلى موسيقى عربية ممزوجة في شخصيتها مع أنماط أخرى في الموسيقى والتلحين لأن هذا يتواءم مع شخصيتي وثقافتي التي استمدها من حول العالم سواء من الشرق أو الغرب. يهمني كثيرا أن أستمتع بالفن ولا أكترث كثيرا لكونه شرقيا أم غربيا لكن مزيجا بين الاثنين سيحقق لي متعة خاصة.
أحمد العمران - بريطانيا
تعليقاً على مقال (الموسيقى العربية تغزو الغرب، العدد 6، كانون الأول/ديسمبر) يقول القارئ عزيز عسال من المغرب: "مرة أخرى نجد أنفسنا أمام موضوع المثاقفة غير أن مثاقفة هذه المرة ستكون فنية لا محالة. حقيقة لقد غزت الموسيقى العربية الغرب لكن يجب أن نعلم أن موسيقى هذا الأخير هي السباقة إلى ذلك بدليل أن بعض الملحنين العرب حاولوا استعارة بعض الأشكال الموسيقية والإيقاعية ذات الأصول الغربية كما أن إدخال بعض الآلات الموسيقية كالأورغ والغيتار والآلات ذات القوس برهان ساطع على الغزو الفني الذي شنته جمالية الموسيقى الغربية وعذوبة أنغام آلاتها. هذا لا ينقص من قيمة الموسيقى العربية التي تحوي في طياتها أسرارا لا يعرفها إلا من سُحر بألحانها وأصواتها ومواويلها التي قل نظيرها في باقي الأنواع الموسيقية العالمية. إذن فالغزو سيكون من كلا الطرفين، والجمالية، حتى لا أقول الانتصار، ستكون للموسيقى في محاولتها الاستفادة من الأنواع الموسيقية والإيقاعية التي تفتقر إليها. ومحكمة الآذان في الانتظار".