bondoq13
عدد المساهمات : 36 تاريخ التسجيل : 06/03/2009 العمر : 35
| موضوع: تابع الكلاسيكية الموسيقية والغنائية العربية في ذمة من؟! الأحد أبريل 19, 2009 6:35 pm | |
| موسيقانا اليوم ونعرف بماذا يتلطون, وماذا يدعون, وليس علينا إلا أن نختار, ولكن إذا اخترنا, لابد أن نتحمل التبعات لهذا الاختيار ونعتمده فلسفة تربوية شاملة نعممها في مدارسنا وبيوتنا ومؤسساتنا الاعلامية ومعاهدنا الموسيقية وإلا فسيظل السؤال يطرح مرارا وتكرارا في مؤتمراتنا, ونخرج بتوصيات مع وقف التنفيذ لنعود في مرحلة مقبلة الى قصة ابريق الزيت وهكذا.. ونعمق الاستفسار اكثر.. ترى هل حقيقة بوسع الجهاز التربوي الحاضر أن يعي مسؤولية دوره في النطاق الاسري والمدرسي وقيمة التنشئة الواعية الصحيحةلنشهد جيلا مبدعا كما حصل في المدارس السوفييتية سابقا والروسية حاليا التي تجعل من مادة الموسيقى <<السيمفونية>> والرقص المتمثلة بـ<<فن الباليه>> منهاجا أساسيا في قوام التدريس المدرسي مما أتاح له أن يوجد مسرحا مرموقا كـ(البولشوي) ليصمد على مدار اكثر من قرن من الزمان. ودون ريب فان انحسار الفن الأصيل قلل من امكانية توفر المسارح الراقية مثل الـ(إلبرت هول) في المملكة المتحدة, والـ(الاولمبيك) في فرنسا و(دار الاوبرا) في مصر, و(قصر الاونيسكو) في لبنان وغيرهاولا ريب أن جمهور المسارح ذات التاريخ والتراث والعراقة والاصالة يختلف تماما عن المسارح التي تعتمد على الآنية حسب توفر الاماكن الشاسعة والمساحات العامة والهواء الطلق وهي غالبا ما تكون وليدة الصدف التجارية لتخدم أمزجة الفنانين والمروجين ليس إلا. ويتجلى الفرق الشاسع بين الجمهور الذي يأتي للاستماع, من غيره الذي استهوته التقليعات الدارجة لدى فرق الروك مثلا والبوب التي لا تحتاج عادة الى مسرح له تاريخه وتراثه ومناخه وعراقته واصالته وانما هي وليدة الصدفة التجارية البحتة التي يستثمر بعض الفرق لتستثير غرائز الجمهور الذي ينقاد بفعل الدعاية والاعلام وهما العاملات الأساسيان في صنع الفن الطارئ والحفلات المركبة التي لا تقوم على الشرعية والمصداقية حيث تجعل من الأمكنة الشاسعة والساحات العامة والهواء الطلق مسرحا آنيا قوامه الصخب والتوصيلات الكهربائية المعقدة ومكبرات الصوت الصناعية والمقاعد البلاستيكية ان وجدت وغالبا ما تكون هذه الاماكن معدة فقط للصراخ وتفريغ مكبوتات الجسد ان لم نقل تفجير المتناقضات الأخلاقية. وليس خراب الذائقة عبئا على المستمع العربي فقط وانما على الغربي كذلك ولعل جيل الخمسينيات حتى نهاية السبعينيات قد شهد عصرا ذهبيا يوازي الحقبة العربية ربما.... ولا يسعني الجزم هنا إلا ان نتاج المرحلة المذكورة لا يزال اسرا حتى يومنا هذا فمن بوسعه ان يتنكر لـ(جاك بريل- ايديث بياف- شارل ازنافور- ميراي ماثيو- ديمس روسز- ليز مانيللي- جريس ديبرج- بوب مارلي- خوليو ايغلاسيس- ستيتنغ وغيرهم). الذي كان يتميز عند هؤلاء , الحس (الهاموني) الممزوج في الموسيقى الغربية التي توازيها (الاتروفينيا) <<التوزيع>> في الموسيقى العربية تقريبا. ولعل تعدي اليد التجارية لخلق وترويج الفن البديل فرض الخروج من المكان وخصوصيته بعد الانصراف عن الكنيسة المهد الأول للفن بجدرانها العالية الحافلة بالفن التشكيلي الخالد وقببها العالية, وظهور المسارح الرومانية ذات المدرجات الحجرية التي حافظت على توزيع الصوت عبر الشحنات الكهرومغناطيسية مع تردد ذبذبات الأثير انطلاقا من القاعدة المنخفضة التي شكلت قاعدة محورية للصوت. ولتوضيح هذه المفارقة يقول المهندس (محمد شرف الدين) وهو دارس ومهتم بالموسيقى والثقافة العربية الى جانب الهندسة المعمارية التي يراها مكملا حضاريا فنيا تتواكب والفنون قاطبة وفي مقدمها الموسيقى: إذ ثمة علاقة وطيدة بين الموسيقى والمكان والزمان وهذان الأخيران مترابطان لا ينفصلان أبدا فلا تحديد لمكان بدون العامل الزمني الذي يضفي صبغته ومناخه وتاريخه متعاقبا بين (ليل نهار, شتاء صيف ... الخ). والصوت والموسيقى هي متتاليات زمنية متناسقة تضفي حضورها على المكان كالمرح والحزن مثلا... ومن المعلوم تاريخيا أن لا وجود للمسارح في العمارة العربية بل كان ديوان الحاكم (خليفة او سلطان او والي .. الخ) كذلك الازقة الضيقة او الاروقة المسقوفة هي المكان الذي يتم فيه الغناء والرقص وما شابه. أما في عهد الرومان فقد كان للمسرح حضوره وهندسته ومكانته وكان يراعي في تصميم المسارح او الكنائس الجدران والقبب والعقود العالية, وقد ساعدت في حينها انسيابية الجدران وامتداداتها الشاقولية الشاهقة بعدم (تكسير) الصوت وبالتالي خلق ارتدادات عكسية تسبب بعض التشويش احيانا بفعل دوران الصوت وتحويمه داخل القاعات فترة زمنية أطول مما ينبغي لها كي تحقق المعادلة المطلوبة بتوازن الايقاع وتوزيعه وتناسقه النغمي ولهذا بدأت الهندسة تنحو شكلا آخر في التصميم حيث فرشت أرض القاعات بالسجاد وغلفت جدران المسارح بالموكيت لأنها تساعد على امتصاص الصوت مما انقص من وتيرة الصوت وتواتراته وهكذا أدخلت المعدات الكهربائية ومكبرات الصوت كعامل مساعد للتوازن النسبي بين احداثيتي الزمان والمكان كما لعبت الهندسة الصوتية دورها الأمثل لاستخلاص <<البرهة السماعية>> ووصولها الى اذن المتلقي وفق تقديرات مدروسة لا مجال لشرحها هنا, غير أن هندسة الصوت بدأت تفقد مصداقيتها بتطفل الكثيرين الذين يفتقدون الى العلم والمعرفة والاختصاص ويكتفون بالخبرة والجرأة ومع زيادة الانتاج الالكتروني وتفاقم الأزرار فيها, تنامت التجارب الصوتية, مما أفسح المجال للهواة أن يتصاعدوا على هيكلية البنى اللحنية كالنباتات المتسلقة لكنها مع الوقت كانت تدرك هشاشتهاوهنا تجدر الاشارة الى أن المواد العازلة أو الحجر العازل للصوت هو المستعمل في بناء القاعات والصالات والمسارح والكنائس وحتى المدرجات منها. كما يفترض دائما أن يكون مصدر الصوت هو المكان المنخفض في القاعة وأن تكون خلفيته معلقة لمنع انسياب الصوت عكسيا.. ويرى الملحن احسان المنذر أنه لم تعد الأغنية الكلاسيكية هي الشائعة والسائدة وإنما الأغنية الهابطة هي الرائجة أيضا ويقول: إن إقبال المرو ج والمنتج لتحصيل الربح السريع جعله يفضل الأغنية الراقصة دون النظر الى القيمة او القيم الفني ة, وسهولة الترويج جعلت من المطرب نفسه شريكا فاعلا في الازمنة الحالية, الذي وجد في الأغنية الهابطة شبابه الدائم وتجاوز بذلك حدودية الموهبة التي لا توجد أصلا, فالأغنية الكلاسيكية لها مواصفات وامكانيات ومقدرة صوتية من يملكها حتما لن يقدم على السطحي والمسف. فمثلا نجوم البوب في أمريكا اليوم تستقطب ما بين 40 الى 50 الف صوت مثل (مايكل جاكسون- مادونا) بينما نجوم العالم العربي يضطر السماسرة الى نصب المسارح المؤقتة مثل مدرجات الملاعب, او الساحات العامة مما يجعل بطاقة الدخول رخيصة نسبيا تتيح لكل الشرائح الاجتماعية الاقبال عليها وخاصة الشعبية فيعتقد هؤلاء أنهم صنعوا <<جمهورا>> عريضا في الحقيقة هو لا يملك الحد الأدنى من الثقافة الفنية ومن خصوصية معنى النجم والمنصة والصوت والاستماع ... الخ. وهكذا تبدو الأزمة أنها ليست أزمة شخصية فقط وأن هناك أغنية لا تروقني وظواهر فنية مدعية تستفز إنسانيتي. نحن أمام أزمة عامة وشاملة وصرخة وغيرة جسيمة يحملها كل الحقيقيين لهذا ينبغي تسليط الضوء تباعا وعدم الاستكانة بحجة الحياد والجديد والطفرة. كلنا مسؤول وكلنا رعية فلنحسن الطلب بشأن مالنا وما علينا وربما في مقام قادم سأواصل القصي عن الأغنية الملتزمة والسياسة والقومية في ذمةمن؟! | |
|