rozy
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 11/03/2009
| موضوع: الموسيقى العربية بين الشفاهية و تكنولوجيا الإعلام المعاصر الأربعاء مارس 11, 2009 8:37 pm | |
| وبعد المقدمة يتناول المؤلف :"التراث الموسيقي العربي من منظور أكثر أكاديمية"..حيث يذهب إلى أن الموسيقى العربية تفتقد إلى آلية تفكير علمية في البحث في الموسيقى العربية ,وهذا ناتج لعدة أسباب منها سكونية الفكر العربي بشكل عام, والهوة الكبيرة التي مرت بها الموسيقى العربية من نهاية العصر العباسي أي حوالي القرن العاشر إلى بدايات القرن العشرين والتي أدت إلى ابتعاد الموسيقى عن العلم والبحث, لتدور في إطار الشفوي والحسي وهذا بدوره أخرجها من حركة التاريخ الموسيقي في العالم, ومدارسه الفنية المتعددة التي ارتبطت بحالة مركزية أوروبية. النوع الثاني من التراث الموسيقي هو تراث الموسيقى التقليدية (Traditional Music), المعتمد على موسيقى لها قوانينها الخاصة, وقوالب موسيقية آلية وغنائية متطورة (بشرف، سماعي، دولاب، قصيدة، موشح، دور) وهي قوالب تتبع أسس المقامات العربية و تحريرها المقامي, وتحتوي ثروة إيقاعية كبيرة في طريقها إلى الضياع، إذا لم يتم إعادة إحيائها و الاستعانة بطرق متطورة لحفظها و إعادة أرشفتها علماً بأن معظمها مدون لكن بطرق قديمة وغير دقيقة, الموسيقى العربية بين الإبداع و وسائل الإعلام العربي : لابد من القول أن الموسيقى العربية هي أسيرة غنائيتها, بكل مراحل الإبداع التي مرت بها اعتبارا من بداية القرن العشرين بحكم ارتباطها بالنص الشعري العربي ومع أن الغناء العربي له جماليته و له أصواته التي جاد بها من أمثال أم كلثوم (في رأي الشخصي القصائد التي غنتها أم كلثوم للشيخ أبو العلا محمد ساهمت في تحرير الغناء العربي من تأثيرات الأداء التركي ) فأن الموسيقى العربية فقدت الكثير من حالاتها الإبداعية, من خلال اقتصارها على الغناء فقط, و لابد من القول أن المتلقي العربي بكل شرائحه (العامة و النخبة) لا ينظر إلى الموسيقى إلا من و جهة نظر غنائية طربية ترفيهية, ربما هذا ناتج عن لاوعيه الديني؟ حيث أنه لا يمكن إغفال الجانب الديني الإسلامي, و تأثيره على آليات النظر إلى الفنون بشكل عام و الموسيقى بشكل خاص, (ليس بدافع التحريم و إنما كحالة غير مرغوبة كونها تلهي عن ذكر الله, لكن رغم ذلك نجد موسيقى إسلامية لها خصوصيته الموسيقية التي عمل بها المتصوفة العرب المسلمون), هذه النظرة للموسيقى كوسيلة ترفيهية طربية, ساهمت في ترسيخها وسائل الإعلام, من خلال التأكيد على الجانب الغنائي ليصبح مفهوم الموسيقي العربي هو ملحن الأغاني فقط, و لتعمل هذه الحالة على قتل الإبداع الموسيقي الآلي, بحجة أن الجمهور العربي يميل إلى الغناء و الطرب (السلطنة) .. وكمثال يمكن أن نرى حالتين، الأولى عزف العود عند المطرب فريد الأطرش وقد تم ترويجها إعلاميا لارتباطها بالغناء, و أعتبر فريد الأطرش من أهم عازفي العود في الوطن العربي والحالة الثانية آلية عزف العود في المدرسة العراقية ومؤسسها الشريف محي الدين حيدر وتلامذته جميل بشير ومنير بشير, التي تميزت بالتعامل مع آلة العود بأسلوب علمي أكاديمي, وأدت لخلق عازف عود متمكن فنياً وتقنياً يستطيع أن يؤدي موسيقى آلية صرفة بعيدة, وقد ظلت هذه المدرسة في الظل بسبب إهمالها من قبل الإعلام, وحتى لو سمعها المستمع العربي, فسوف يجدها بعيدة عن مزاجه الغنائي لأنه لم يهيئ للاستماع لهذا النوع من الموسيقى التي تعتمد على حالات آلية صرفة فيها جانب تأملي وحالات درامية وجدت صداها في أذن المستمع الأوروبي المدربة, وهذه مهمة إعلامية كبيرة يجب أن يعيها الإعلام العربي وهي التهيئة للتجارب الحديثة لبناء قاعدة سمعية لها, بينما نجد أن عملية ترويجه للسائد الغنائي الغنائي، يساهم في تشكيل ذوق الجمهور, كما يؤدي إلى:ويختم المؤلف محاضرته بالقول: أن القدرة على خلق أرضية إعلامية عربية فاعلة ومنفعلة, تبدأ من العمل على الكائن العربي ذاته وآلية استخدامه للعقل والعلم, والانفتاح على نظريات التفكير الجديدة.. والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والإعلام .. لحماية ثقافته و تراثه الموسيقي.. كنوع من إضافة لون على ألوان الثقافة الإنسانية ويجب أن يعمل على خلق وسائل أعلام أكثر وعياً. | |
|