تلك الجولات التي شهرته عازفاً لم تلهه عن هوايته الأولى: تصنيع الآلات لاستخدامها في جولات فرقته. لذا أخذ، منذ 1980، يصنع آلاته بيديه، هوائية ووترية، منزوياً بين الرحلة والرحلة، والحفلة والحفلة، في مشغله في عجلتون - كسروان يرسم ويخطط ويصمم وينفّذ.
أهم الموارد التوثيقية عن الآلات الموسيقية، كانت من زيارته إلى متاحف: بغداد، ولندن، واللوفر، إلى متحف من وراء البحار، بريمن - المانيا، كما أن مشاركته الهامة في معرض «POITIER» فرنسا للآلات الموسيقية التراثية في العالم عام 1983 - مكنته من جمع أدق التفاصيل والبحوث والمستندات عن الآلات وطبيعتها وفقاً لمنشئها وتاريخها. كل هذا دفع الفنان مخول إلى تأليف موسوعة عن الآلات الموسيقية الوترية التراثية في العالم، لكنها لا تزال حتى اليوم مخطوطة.
يضم متحف الفنان ناصر مخول 52 آلة موسيقية منذ 3000 سنة (ق.م) حتى القرن التاسع عشر، و42 آلة موسيقية من القرن التاسع عشر حتى اليوم، ومستندات حول البحث عن الآلات أو جمع المعلومات ومراجع أكاديمية عاد إليها الفنان مخول في مراحل بحثه وتصنيعه للآلات.
يقسم المتحف إلى أربعة أقسام:
- جناح الآلات الموسيقية التاريخية (منذ 3000 سنة ق.م حتى القرن التاسع عشر) وتقسم بدورها إلى أربعة أنواع: الآلات الإيقاعية (Membrano phone)، المضارب الرنانة (Idiophones)، الآلات الوترية (Cordophones)، وآلات النفخ الهوائية .(Airophones)
- جناح الآلات الموسيقية من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين.
- الجناح السمعي البصري.
- جناح الفرقة الفولكلورية السياحية اللبنانية، مع مستندات مصوّرة عن نشاطات هذه الفرقة خلال 35 عاماً عبر 171 رحلة قامت بها الفرقة حتى اليوم ولمحة عن الانجازات الفنية والثقافية العامة.
يشعر زائر المتحف بأنه في حضرة التاريخ، فالموسيقى هي الأولى في التخاطب الحضاري الإنساني. وقد أمضى الفنان مخول 35 سنة في الجد والعمل والأبحاث وعامين من التحضير، حتى توصّل إلى معرفة أسرار الفنون والحضارات ليصنعها في الآلات الموسيقية الآتية من نافذة التاريخ تتحاور عبر انجاز شاق ومضن.
ففي متحف الفنان ناصر مخول نجد: الربابة، الدف والدربكة، من أجيال مختلفة. ففي عداد آلات النفخ: المزمار الحجري والروماني، الصفدة، أورغ الفم، المزمار الفخاري، البوق الطبيعي، الناي الأحادي، القرن، وناي القصبات، وفي عداد آلات القرع نجد الدربكة، الدف، الطبل الفرعوني، الطنبور المستطيل، قمقم سليمان، الطبل المشقوق، وبين آلات العزف نتعرف إلى البزق، الأورغ، آلة الأنيس، آلة ساره (بين البزق والعود)، العنيزة، القربة، اللير الاغريقي، وبين الآلات الوترية نجد الكنارة السومرية، والطبل.
الآلة التي يعتز بها ويفتخر هي آلة الكنارة السومرية، لأنها أول آلة بدأ في صناعتها وهي الأقدم في البحوث التي جمعها. أما الأقرب إليه فآلة البزق التي نال بأسطوانتها جائزة موسوعة «أرابيسك» في باريس عام 1973.
تجدر الإشارة إلى أن كافة الآلات القديمة التاريخية صنعت من مواد بدائية طبيعية مثل جلد الحيوان والفخار والخشب والشعر والعظام.
متحف ناصر مخول للآلات الموسـيقية ما كان ليتم لولا تضافر جهود كل الأطراف المختـصة والمعنية بهذا الشأن من مؤسـسات عامـة وخاصة، وطـنية ودولية، عسى يستفيد منه المتعطّشون إلى اكتساب المعرفة والاطلاع على مجال الموسـيقى أرقى الفـنون وأغـناها.