sara2009
عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 12/03/2009
| موضوع: الموسيقى في العصر العباسي 2 الخميس مارس 12, 2009 9:33 pm | |
| مقامات التنوير في موسيقى الغرب وصلت كلية ماونت هوليوك Mount Holyoke في مدينة ساوث هادلي بولاية ماستشوستس، الكلية العريقة التي تحوطها غابة ويخترقها نهر، في ظهر يوم حار وعالي الرطوبة من أيام شهر آب/أغسطس. واتبعت اتجاه السهم الذي يشير إلى القاعة التي يجتمع فيها المشاركون في الملتقى السنوي لـ"منتدى الموسيقى العربية" Arabic Music Retreat، ذلك التجمع الموسيقي الذي كان يبدو لي غامضا في أول الأمر. أسرعت لاستقبالي إحدى السيدات وهي تقول لي: "أهلا بك في مربع الموسيقى العربية"، ثم أردَفتْ: "أنا كي كامبل المشرفة الإدارية على هذا المنتدى، وقد تحدثنا مرارا على الهاتف ومن خلال رسائل الكترونية عديدة". كانت تحدثني بلهفة وحماس شديدين وتطعَم أقوالها ببعض العبارات العربية مما أثار فضولي فسألتها على الفور عن سبب اهتمامها وانشغالها بالثقافة العربية. أجابت: "أنا أحمل درجة الماجستير من قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد. هذا إلى جانب انبهاري المبكر بحضارة الشرق الأوسط وبخاصة التاريخ والموسيقى والأدب العربي. لقد تعرفت على الموسيقى العربية للمرة الأولى من خلال الموسيقى التصويرية لفيلم "لورنس العرب" فسحرتني أجواء الألحان. قررت أن أبدأ بتعلم الموسيقى العربية الكلاسيكية من منابعها الأولى فتعلّمت العزف على آلة العود". تعلّمتْ كامبل اللغة العربية في تونس ثم انتقلت مع زوجها إلى المملكة العربية السعودية حيث تعرفت هناك وعن قرب إلى الموسيقى الفولكلورية الخليجية وبخاصة أغاني النساء الخليجيات. وجدت نفسها تغوص عُمقا في اتجاه جذور حضارة العرب وشبه الجزيرة وتاريخها الثقافي والفني. لقد جمعها شغفها هذا إلى سيمون شاهين، الملحن والعازف والمربي الموسيقي، وقررا معا عام 1997 تأسيس هذا المنتدى الموسيقي الوحيد من نوعه في الولايات المتحدة حيث يلتقي هناك في كل عام أساتذة مخضرمون ومختصون بالموسيقى العربية مع طلبة وهواة. وكذلك فإن بعض المحترفين يقصدون المنتدى سنويا ليعملوا على مدى أسبوع كامل في مجموعات تدريبية وحلقات تعليمية من أجل التعرف إلى تقنيات الموسيقى العربية الكلاسيكية، من مفاتيح الإيقاع، إلى مدارج المقامات الشرقية التي تحتوي على المسافات الصوتية الصغيرة أي ربع الدرجة الصوتية، إلى التقاسيم والموشحات والأدوار. وتخبرنا كامبل عن تطور المنتدى قائلة: "في عام 1997 لم يكن عدد المنتسبين ليتجاوز الـ21، أما اليوم فعددهم يصل إلى ما يقارب الـ75 مشتركا قدموا إليه من نيويورك وتكساس وكاليفورنيا ومنيسوتا ونيوهامشر، وكذلك هناك من قصده قادما من لبنان وفلسطين". وتتابع: "لقد أردنا لهذا المشروع أن يشكل نواة لملتقى دوري سنوي بين الموسيقيين المحترفين من جهة، وطلاب المعرفة بالموسيقى العربية وهواتها من جهة أخرى، بأمل أن يخرج بنا ذلك من نسق الحياة اليومية الممل ويوحدنا في أجواء الموسيقى الأصيلة وأحلام الشرق الباهرة. ومن هنا أطلقنا على هذا التجمع الموسيقي هذه اسم "ريتريت" وترجمته الحرفية: المنتدى".
| |
|