خصائص موسيقى عبد الوهاب
هناك بعض الخصائص نتعرف عليها فى معظم أعمال عبد الوهاب
أولا التجديد فى الموسيقى والألحان
ثانيــا المزج بين موسيقى الشرق والغرب
ثالثــا المزج بين المحافظة والتجديد
رابعا استخدام المقدمات الموسيقية واللزم
خامسا الدقة الشديدة فى العمل الفنى
اولا التجديد فى الموسيقى والألحان
مع كل لحن جديد يقدمه عبد الوهاب هناك جمل أو حركات أو إيقاعات جديدة ، وهذا ما ميز أعماله إذ أنه لم يكرر نفسه أبدا ، ولم يقتصر التجديد على ذلك بل تعداه إلى عناصر عديدة من عناصر البناء الفنى منها
استخدام آلات جديدة
استخدام التوزيع الموسيقى
استخدام أشكال جديدة للغناء
ابتكار استخدامات جديدة للآلات التقليدية
ثانيا المزج بين موسيقى الشرق والغرب
رومبا ، سامبا ، تانجو ، هذه الإيقاعات الجديدة استوردها محمد عبد الوهاب خصيصا من أوربا ليفصل عليها ألحانا شرقية! وفى مرحلة مبكرة جدا نجده يصيغ لحنا كاملا لقصيدة عربية فصحى على إيقاع الرومبا الراقص وهى قصيدة جفنه علم الغزل لبشارة الخورى ، ثم نجده يؤلف مقطوعة موسيقية بعنوان إيقاعها فيسميها سامبا ، أما التانجو فقد ألف عليه العديد من الألحان منها إيه انكتب لى ، وقد لاقت تلك الألحان رواجا عظيما فى ذلك الوقت خاصة أن الرومبا والسامبا كانت جديدة فى أوربا نفسها فى نفس الوقت وأن التانجو كان الرقصة الأوربية الأولى
هذا عن المشتق من الغرب الحديث أما قديمه فالموسيقى الكلاسيكية كانت النبع الزاخر ليس لعبد الوهاب وحده ، لكن عبد الوهاب كان ، كما فعل مع سيد درويش يرصع ولا يستوحى ، ولم يهمه كثيرا أن تظهر تلك الجمل كما هى ، وهو فى أحب عيشة الحرية يستهل اللحن بالحركة المميزة فى سيمفونية بيتهوفن الخامسة القــدر ، وفى أغنيته خى خى نسمع النغمة الأساسية لكونشرتو البيانو لرحمانينوف ، وفى آخر أغانيه من غير ليه تطل من المقدمة الموسيقية نغمات تشايكوفسكى فى مقطوعته كابريشيو
وقد يكون من المناسب هنا ذكر أن محمد عبد الوهاب هو الآخر ظهرت موسيقاه فى موسيقى الغرب الحديثة ، وقد وجد بعض فنانى أوربا فى ألحانه ما يمكن أن يكون أوربيا رغم شرقيته!
ثالثا المزج بين المحافظة والتجديد
كانت أذن عبد الوهاب التى تعشق الطرب هى واصلته المباشرة إلى عامة الجمهور ، وهى لم تخنه أبدا فى استمالة الناس إلى ألحانه ، مهما جدد وطور تجده لاينسى الطرب ولا يهمل القفلات المثيرة وكثيرا ما كان يضع فى ألحانه مقاطع أشبه بالمواويل لكنها كانت فى بعض الأحيان تبدو كجمل اعتراضية وسط بناء لحنى شبه متكامل ، وعنما قدم أسطورته الجديدة لا مش أنا اللى ابكى ختمها بأبعد ما يكون عن البداية فائقة الحداثة ، وربما كان حرصه على الجمهور التقليدى وإشباع نهمه للطرب والغناء التقليدى هو السر فى تلك الخاتمة غير المنطقية
رابعا استخدام المقدمات الموسيقية واللزم
برع محمد عبد الوهاب غى وضع المقدمات واللزم الموسيقية بين المقاطع الغنائية ، وهو فى هذا كان الأول بين الرواد الكبار فى تاريخ الموسيقى العربية ، وإليه ينسب الفضل فى تطوير هذا الجزء من العمل الفنى وقد أكبته براعته هذه ريادة خاصة إذ أنه تفوق فيها على الجميع ، وهنا نستطيع التقاط ملامح عبد الوهاب الموسيقى وهو غير عبد الوهاب الملحن وغير عبد الوهاب المطرب
وقد بدا هذا الاتجاه مبكرا فى أعمال مثل فى الليل لما خلى ثم غذاه ورقاه فى قصائده الكبرى ثم أنهاه بمقدمات أغانيه لأم كلثوم وما تخللها من مقاطع موسيقية غاية فى الإتقان .
خامسا الدقة الشديدة فى العمل الفنى
مما اتصف به عبد الوهاب ووضح فى ألحانه وموسيقاه أنه كان دقيقا للغاية فى استعمال كل جملة أو حركة فى اللحن ، فكل منها لها وظيفة معينة وتوقيت معين ، السكتة سكتة ، والرابطة محددة ، واللحن كله مكتوب وليست هناك فرصة لتميع اللحن أو اتباع المطرب مثل أيام زمان أو تقاسيم يقوم بها أفراد الفرقة على هواهم بين المقاطع ، حتى الموال كتبه عبد الوهاب خلافا لتعريف الموال نفسه كشكل غنائى ، ويقول الموسيقار محمد عفيفى (http://amwague.net/amwague/16/shakhsyet.asp) فى هذا " الموال فى الأصل غناء مرسل مرتجل يقوم به المطرب دون الملحن ويولد لحنه لحظة أدائه ، وسواء كان موقعا أم غير موقع ، فهو بلا لحن موضوع سلفا كما أنه ليس له ملحن ، لكن عبد الوهاب كتب الموال وأخضعه للتلحين المسبق وكان أول من فعل ذلك"
و فى هذا المجال يمكن – وبوضوح – ان نلحظ مدى الانضباط الذى عذفت به انت عمرى مقارنه بأداء الفرقه الموسيقيه لكل اغانى ام كلثوم السابقه لانت عمرى , وبهذه المناسبة ايضا يجب ان نقرر ان محمد عبد الوهاب قد عدد عازفى الكمان بالفرقه الى ثلاثة اضعاف تقريبا , فضلا عن اضافة الجيتار .
وهذه الخصائص تظهر فى جميع أعمال محمد عبد الوهاب القديم منها والحديث ، لكن هناك خصائص فرعية اتسمت بها كل مرحلة من مراحله الفنية دون سواها
الموهبه الفنية :
لعل هناك من قائل ان هذا الذى تميز به عبد الوهاب ناتج عن زكاء فنى واستخدام للعقل – وهذا صحيح – الا ان حجم موهبة عبد الوهاب فى الحقيقه حجم غير مسبوق , ويكاد ان يتسع ليشمل مواهب كل من سبقوه من الملحنين او حتى من تلوه , ودليلنا على ذلك هو الكم الهائل من الجمل الموسيقية فى كل عمل على حدى وعدم التكرار , حتى وصفه البعض بالملول الذى يسعى الى احترام عدم ملل المستمع من تكرار الجمل . فلديه مخزون غير محصور من الابداع الموسيقى
** اما عن نقاء صوته ونعومته فحدث ولا حرج ..... , ولكن هذه قضيه اخرى تحتاج لبحث منفرد