محمد عبدالوهاب (13 مارس 1902 - 3 مايو 1991)، أحد أعلام الموسيقى العربية، لقّب بموسيقار الأجيال، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية. ولد في حي باب الشعرية بالقاهرة، عمل كملحّن ومؤلف موسيقى وكممثل سينمائي. بدأ حياته الفنية مطرباً بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1917 م. في عام 1920 م قام بدراسة العود في معهد الموسيقى العربية. بدأ العمل في الإذاعة عام 1934 م وفي السينما عام 1933. ارتبط بأمير الشعراء أحمد شوقى ولحن أغان عديدة لأمير الشعراء، غنى معظمها بصوته ولحن كليوباترا والجندول من شعر علي محمود طه وغيرها. لحن للعديد من المغنيين في مصر و البلاد العربية منهم أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفيروز و طلال مداح وأسمهان ووردة الجزائرية وفايزة أحمد وغيرهم.
ميلاده
ولد محمد عبدالوهاب في 13 مارس 1902 في حى باب الشعرية لأبوه الشيخ محمد أبو عيسى الذى كان يعمل كمؤذن وقارئ في جامع سيدى الشعرانى بباب الشعرية وأمه فاطمة حجازى التى أنجبت ثلاثة أولاد منهم محمد وبنتين.
نشأته :
أُلحق محمد عبدالوهاب بكتّاب جامع سيدى الشعرانى بناءاً على رغبة والده الذى أراده أن يلتحق بالأزهر ليخلفه بعد ذلك في وظيفته وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالغناء والطرب حيث شغف بالإستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازى وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي، وكان يذهب إلى الموالد والأفراح التى يغنى فيها هؤلاء الشيوخ للإستماع لغنائهم وحفظ أغانيهم، ولم ترض الأسرة عن هذه الأفعال فكانت تعاقبه على ذلك، بعدها قابل محمد عبدالوهاب الأستاذ فوزي الجزايرلى صاحب فرقة مسرحية بالحسين الذى وافق على عمله كمطرب يغنى بين فصول المسرحيات التى تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة، وغنى محمد عبدالوهاب أغانى الشيخ سلامة حجازي متخفياً تحت اسم "محمد البغدادي" حتى لاتعثر عليه أسرته إلا أن أسرته نجحت في العثور عليه وازدادت إصراراً على عودته لدراسته فما كان منه إلا أن هرب مع سيرك إلى دمنهور حتى يستطيع الغناء، وطُرد من السيرك بعد ذلك ببضعة أيام لرفضه القيام بأى عمل سوى الغناء فعاد إلى أسرته بعد توسط الأصدقاء التى وافقت أخيراً على غناءه مع أحد الفرق وهى فرقة الأستاذ عبدالرحمن رشدي (المحامي) على مسرح برنتانيا مقابل 3 جنيهات في الشهر، وكان يغنى نفس الأغانى للشيخ سلامة حجازى، وحدث أن حضر أحمد شوقي أحد عروض الفرقة وبمجرد سماعه لعبدالوهاب قام متوجهاً إلى حكمدار القاهرة الإنجليزى آنذاك ليطالبه بمنع محمد عبدالوهاب من الغناء، ونظراً لعدم وجود قانون يمنع الغناء أًخذ تعهد على الفرقة بعدم عمل عبدالوهاب معهم.
التحق عبدالوهاب بعد ذلك بنادى الموسيقى الشرقي (معهد الموسيقى العربي حالياً) حيث تعلم العزف على العود على يد محمد القصبجي وتعلم فن الموشحات وعمل في نفس الوقت كمدرس للأناشيد بمدرسة الخازندار، ثم ترك كل ذلك للعمل بفرقة على الكسار كمُنشد في الكورال وبعدها فرقة الريحاني عام 1921، قام معها بجولة في بلاد الشام وسرعان ماتركها ليكمل دراسة الموسيقي ويشارك في الحفلات الغنائية، وأثناء ذلك قابل سيد درويش الذى أُعجب بصوته وعرض عليه العمل مقابل 15 جنيه في الشهر في فرقته الغنائية، وعمل في روايتي البروكة وشهرزاد، وبالرغم من فشل فرقة سيد درويش إلا أن عبدالوهاب لم يفارق سيد درويش بل ظل ملازماً له يستمع لغنائه ويردد ألحانه حتى وفاة سيد درويش.
محمد عبد الوهاب وأحمد شوقي :
في عام 1924 أُقيم حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية أحياه محمد عبدالوهاب وحضره رجال الدولة والعديد من المشاهير منهم أحمد شوقي الذى طلب لقاء عبدالوهاب بعد انتهاء الحفل، ولم ينس عبدالوهاب مافعله به أحمد شوقي بمنعه من الغناء وهو صغير وذكّر أحمد شوقي بذلك الذى أكد له أنه فعل ذلك خوفاً على صحته وهو طفل، ومنذ تلك المقابلة تبناه أحمد شوقي، وتعتبر السبع سنوات التى قضاها عبدالوهاب مع أحمد شوقي من أهم مراحل حياته حيث اعتبر أحمد شوقي مثله الأعلى والأب الروحي له الذى علمه الكثير من الأشياء فكان أحمد شوقي يتدخل في تفاصيل حياة عبدالوهاب وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب وأحضر له مدرس لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية، وبدأ نجم محمد عبدالوهاب يبزغ حيث قدمه أحمد شوقي في كافة الحفلات التى كان يذهب إليها وقدمه إلى رجال الصحافة مثل طه حسين وعباس محمود العقاد والمازنى وكذلك رجال السياسة مثل أحمد ماهر وسعد زغلول ومحمود فهمي النقراشي، إلا أن ذلك لم يمنع الآخرين من مهاجمته وخاصة من المطربين الذين تخوفوا من شهرته مثل منيرة المهدية التى طردته من أوبريت كليوباترا ومارك انطوان وكذلك هاجمه العقاد والمازنى (كان العقاد والمازنى قد أصدرا كتاب الديوان هاجما فيه أحمد شوقي). ويمكن القول أن العلاقة بين عبدالوهاب وأحمد شوقي علاقة وثيقة ذكرها عبدالوهاب كثيراً في أحاديثه وكان دائما يعترف بفضل أحمد شوقي عليه، ولحن له العديد من القصائد مثل: دمشق، النيل نجاشى، مضناك جفاه مرقده. وقد ألقى بعض الناس من سنوات طويلة ظلالا من الشك على علاقة المغني الفتى محمد عبد الوهاب بالشاعر الكهل أحمد شوقي، وزعموا أن علاقة شوقي به كانت نوعا من علاقة شعراء العصر العباسي ببعض الغلمان، بمعنى أن الشاعر الكبير كان يقضي من المغني الفتى بعض آراب جسده على نحو من الأنحاء. وليس هنالك من دليل بين على هذا الزعم، ولم يشتهر عن شوقي أنه كان من المولعين بالغلمان، ولا رمي عبد الوهاب في سني حياته الطويلة بالأبنة (وهي شهوة الشاذ إلى أن يفعل به).
غنت أم كلثوم عشر أغنيات من ألحان عبدالوهاب خلال تسع سنوات فقط هي:
إنت عمري أحمد شفيق كامل 1964. - على باب مصر كامل الشناوي 1964.
إنت الحب أحمد رامي 1965. - أمل حياتي أحمد شفيق كامل 1965.
فكرونى عبد الوهاب محمد 1966. - هذه ليلتى جورج جرداق 1968.
أصبح عندي الآن بندقية نزار قباني 1969. - ودارت الأيام مأمون الشناوي 1970.
أغداً ألقاك الهادي آدم 1971. - ليلة حب أحمد شفيق كامل 1973.
وأُطلق على هذا التعاون اسم لقاء السحاب.
ألحانه لغيره من المطربين
كما قدم عبد الوهاب أغاني جميلة بصوته، كانت أغلب ألحانه لغيره ألحاناً جميلة، ومن أشهر، وأجمل ما لحن لغيره، على سبيل المثال لا الحصر:
لحن لعبدالحليم حافظ مجموعة من الأغاني العاطفية مثل أغاني فيلم "أيام وليالي" (وأشهرها أغنية توبة)، وأغاني فيلم "بنات اليوم"(وأشهرها أغنية أهواك)، و"فوق الشوك"، و"قوللي حاجة"، و"ضي القناديل"، و"لست قلبي"، و"الوي الويل"، و"ياخلي القلب"، و"فاتت جنبنا"، و"نبتدي منين الحكاية"، هذا عدا عن غناء عبد الحليم لقصيدتين غناهما عبد الوهاب هما "لست أدري"، و"لا تكذبي". كما لحن عبد الوهاب لعبد الحليم أغاني وطنية مثل "الله يا بلادنا الله"، "غني يا قلبي"، "ذكريات"، "يا حبايب بالسلامة"، "المركبة عدت"، "طاير على جناح الحمام"، هذا عدا عن الأناشيد التي اشترك عبد الحليم في غناءها مع مجموعة الفنانين مثل "الوطن الأكبر".
لحن لليلى مراد "حيران في دنيا الخيال"، "ياللي غيابك حيرني"، "ياللي سكونك حنان" (وكلها من فيلم الماضي المجهول)، "أروح لمين" (فيلم شاطئ الغرام)، "جواب حبيبي"، "الشهيد"، (وكلاهما من فيلم الحياة الحب)، "أرق النسيم"، "يا قلبي مالك" (وكلاهما من فيلم يحيا الحب)، إضافة إلى أغاني فيلمي "عنبر"، و"غزل البنات".
لحن لفايزة أحمد "حمال الأسية"، "بريئة"، "ست الحبايب" (وهي من أشهر، وأجمل أغانيها)، "تهجرني بحكاية"، "خاف الله"، "تراهني"، "ياغالي عليا"، "بصراحة"، "راجع لي من تاني"، "وقدرت تهجر".
لحن لنجاة الصغيرة "دلوقت أو بعدين"، "أما غريبة"، "آه بحبه"، " شكل تاني"، "القريب منك بعيد"، "ع اليادي"، "آه لو تعرف"، "إلا إنت"، "مرسال الهوى"، "دبنا يا حبايبنا"، "ماذا أقول له"، "متى ستعرف"، "أيظن"، "ساكن قصادي"، "لا تكذبي"، "اسألك الرحيلا".
لحن لوردة "خد عنيه"، "اسأل دموع عنيه"، "لولا الملامة"، "في يوم وليلة"، "أنده عليك"، "بعمري كله حبيتك"، "لبنان الحب"، "مصر الحبيبة".
لحن لصباح عدة أغاني منها "ع الضيعة"، وأغاني فيلم "إغراء".
لحن لأسمهان "محلاها عيشة الفلاح"، واشترك معها في غناء "مجنون ليلى".
لحن لشادية "أحبك"، و"بسبوسة".
لحن لفيروز "سهار بعد سهار"، "سكن الليل"، "مر بي يا واعدا".
لحن لوديع الصافي "عندك بحرية يا ريس".
لحن لطلال مداح " ماذا أقول " .
أعماله : أعماله السينمائية
قام عبدالوهاب بتمثيل سبعة أفلام امتدت خلال فترة الثلاثينيات والاربعينيات وهي كالتالى:
الوردة البيضاء 1933. - دموع الحب 1935. - يحيا الحب 1937. - يوم سعيد 1939.
ممنوع الحب 1942. - رصاصة في القلب 1944. - لست ملاكا 1946.
أعماله الفنية
لحن مشهدا من مسرحية أحمد شوقي مجنون ليلى. - قصائد النهر الخالد، كيلوبترا والكرنك.
أناشيد وطنية: ليبيا (إلى سنة 1969).