1 - تعريف علم الصوتيات وكونه أ حد فروع علم اللغة
علم الصوتيات : هو العلم الذى يتناول دراسةالأصوات البشرية دراسة علمية من جوانب مختلفة ومتكاملة بدءًا من خروج الصوت من الممر الصوتى وانتهاءً بوصول الصوت إلى الأذن ثم المخ فيُسمع ويُدرَك
ويُعَد علم الصوتيات أحد فروع علم اللغة والتى تتطرق إلى العديد من الفروع ( العلوم المختلفه مثل علم النحو Syntax وعلم الصرف Morphology وعلم المعنى Semantics وغيرها من العلوم )
ولكنه يعتبر الأهم من بين هذه العلوم نظراً لإهتمامه بدراسة الأصوات البشرية والتى تُعَد الجانب الظاهر للغة والشكل الخارجى الذى نعبر به عما يدور فى أذهاننا من أفكار
فالأصوات تُعَد وسيلة التواصل الأولى لبنى البشر
2 -الأصوات البشرية وأنواعها
الصوت : هو أصغر وحدة كلامية ( فعندما نتكلم نتفوه بالعديد من سلاسل الأصوات
المتشابكة التى تتحد لتكون الكلمات والتى بدورها تتحد لتكون الجمل ومِن ثَم الكلام)
ويمكن تقسيم الأصوات البشرية إلى نوعين رءيسيين وهما:
الأصوات البشرية
Speech Sounds
صوامت
CONSONANTS
صوائت
VOWELS
فالصوائت : هى الأصوات التى تخرج من الجهاز الصوتى والتى تفتقد وجود أى إعتراض من
قِبَل أعضاء النطق سواء بالغلق أو بالتضييق أثناء نطقها وهى تتمثل فى لغتنا العربية
كحركة قصيرة أو ما تسمى ب SHORT VOWEL
أو كحركة طويلة أو ما تسمى ب LONG VOWEL
مثلاً:
عند نطق صوت ا لألف المد ( الحركة الطويلة ) فى كلمة مثل كلمة باب سنلاحظ خروج الهواء بسلام من داخل الممر الصوتى إلى الخارج دون أدنى إعاقة أو تضييق
وعلى الصعيد الأخر نجد النقيض
فالصوامت : تتسم بوجودإعتراض للهواء عند خروج الصوت من الممر الصوتى من قِبَل أعضاء
النطق سواء كانت هذه الإعاقه إما بالغلق التام فتكون عندئذٍا لإعاقة تامة(مثل نطق صوت الباءوالذى يتميز بغلق تام للشفتين عند نطقه فتحدث الإعاقة الكاملة)
وإما بالتضييق فتكون عندئذٍ الإعاقة غير تامة(مثل صوت السين الذى يتسم بالتضييق الذى يحدث بين عضوى نطقه)
ويوجد نوعٌ ثالثٌ من الأصوات وهى التى لايمكن تصنيفها كصوامت ولا يمكن تصنيفها كصوائت
وهذه الأصوات هى ما تسمى بأشباه الصوائت أو أنصاف الحركات
أو ( Semi-Vowels)
وهى تلك الأصوات التى تبدأ أعضاء النطق بها من منطقة حركة من الحركات
(أى تبدأ عند نطقها كنطق حركة من الحركات)
ولكنها تنتقل من هذا الموضع بسرعة ملحوظة إلى موضع حركة أخرى
ولأجل هذه الطبيعه الإنتقالية أو الإنزلاقية
عُدَّت هذه الأصوات كاأشباه صوائت وليست كصوائت خالصة
مثلاً: صوتى الياء والواو فى اللغه العربية يتم تصنيفهم كاأشباه صوائت
ويُلاحَظ إختلاف نطق هذه الاصوات فى اللغة على حسب مستوياتها
فمثلاً:
فى كلمة "بيت"
عند نطقها بالفصحى تُنطَق الياء فى هذه الكلمة كشبه صائت
ولكن عند نطقها بالعامية تنطق الياء فيها كصائت ( حركة طويلة)
3 - تَفَرُّع علم الصوتيات إلى ثلاثة علوم أساسية
علم الصوتيات الفسيولوجى (الوظائفى أو النطقى)
Physiological / Articulatory Phonetics
يهتم بدراسة عملية إنتاج الأصوات ورصد تحركات أعضاء الكلام المختلفة أثناء النطق داخل
الجهاز الصوتى
علم الصوتيات الفيز يائى :(Acoustic Phonetics)
هو العلم الذى يختص بدراسة الخصائص الفيزيائية للأصوات المختلفة
فيدرس الصوت فى الوسط الهوائى ( المرحلة الإنتقالية للصوت منذ خروجه من فم المتكلم حتى
وصوله لأذن المستمع)
موجة صوتية لصوتٍ ما والتحليل الطيفى له
علم الصوتيات السمعى والإدراكى :
(ِِِAuditory and Perceptual phonetics )
يختص بدراسة كيفية سماع الأصوات عن طريق عضو السمع (الأذن)
وكيفية إدراك هذه الأصوات وفك شفرتها فى المخ
ويتضح مما سبق أن هذه الدراسات الصوتية المختلفة متشابكة ومتكاملة فيما بينها
فهم ثلاثه علوم لا إنفصام لهم وكل منهما مرتبط بالأخر
فهذه الدراسات تسعى فى النهاية إلى هدف واحد وهو دراسة الأصوات
البشر ية
ولكن كل منهم يهتم بدراسة جانب من جوانب الصوت البشرى على حدى
فالعلم الأول على سبيل المثال يهتم بدراسة الجانب النطقى للصوت ( كيف يُنطَق الصوت ) وهى المرحلة الاولى التى يبدأ منها الصوت رحلته الى الخارج
والثانى يدرس الجانب الفيزيائى للأصوات وكيفية إنتقاله فى الهواء وهذه هى المرحلة الثانيه فى العملية الصوتية
أما الثالث فنجده يدرس المرحلة الاخيرة وهى عند وصول الصوت للأذن ثم الى المخ لتتم بذلك عمليتى السمع والإدراك
4 - بعض المفاهيم المرتبطة بعلم الصوتيات
1 – الأبجدية الصوتية العالمية (I PA)
International Phonetic Alphabet
هو نظام عالمى للأصوات الكلامية
هى مجموعه من الرموز وُضِعَت لكى تعبر عما ننطقه من أصوات
بعض الرموز الصوتية المختلفة
وهذه الأبجدية تمثل كل الأصوات البشر ية الموجودة فى جميع لغات العالم
ويُعَد السبب الرئيسى لوجود هذا النظام
ما نجده من فجوة بين ما ننطقه من أصوات وبين شكلها الكتابى
فمثلاً عند نطق كلمة "جنب" وكلمة "منى" فسوف تلاحظ وجود إختلاف صوتى بين نطق صوت النون فى الكلمتين "سواء كان شعورك بهذا الإختلاف مصدره إحساسك النطقى أو إحساسك السمعى"
فالنون فى كلمة "منى" هى النون الصحيحة التى تخرج من مخرجها الصحيح
ولكن النون فى كلمة " جنب " نجدها ملتبسة بمخرج صوت الميم وليست خارجة من مخرج النون الصحيح
إذاً يمكن إستخدام هذا النظام العالمى للتعبير عن هذه الإختلافات الصوتية برموز صوتية مختلفة والتى لايمكن التعبير عنها بالشكل الكتابى المعتاد لها"
وهذا المثال السابق يوضح الفرق بين مفهومين هامين فى مجال الدراسات الصوتية
ألا وهم
الفونيم: Phoneme)) هو الصوت أو الوحدة الصوتية التى إذا تغيرت فى كلمة معينة تغير معنى الكلمة
فمثلاً : إذا لاحظت الفرق بين الكلمتين
"سام ، صام" سنجد أن الفرق الوحيد بين هاتين الكلمتين والذى أدى إلى إختلاف المعنى هو الصوت الأول فى كل من الكلمتين فلولا هذا الإختلاف لتطابقت الكلمتان
إذاً فيمكن إعتبار صوت السين فى الكلمة الاولى فونيماً وصوت الصاد فى الكلمة الثانية فونيماً ايضاً
الألوفون: Allophone)) هو الصوت أو الوحدة الصوتية التى إذا تغيرت فى كلمة لا تغير معناها
مثل : الفرق بين نطق صوت النون فى كلمة "جنب" عند نطقها (إخراجها) من مخرجها الصحيح وبين نطق النون فى نفس الكلمة ولكن من مخرجها غير الصحيح والملتبس بمخرج صوت أخر (كما ننطقها فى كلامنا المعتاد)
ويُعَد صوت النون فى الحالة الأخيرة ألوفوناً لصوت النون فى الحالة الأولى
ويمكن التعبير عن هذا الألوفون بالرمز الصوتى [ɱ]
ملحوظة:
عندما نريد أن نرمز لصوتاً كألوفون يجب وضعه بين [ ] ولكن إذا كان فونيماً فيجب وضعه بين / /
الكتابة الصوتية: (Transcription)
ما هى إلا إستخدام الرموز الصوتية العالمية للتعبير عما ننطقة من أصوات كبديل للشكل الكتابى المعتاد والذى لا يُظهِر الإختلافات الصوتية
فمثلاً: إذا اردنا التعبير عن الإختلاف الصوتى بين صوت النون فى الكلمتين "جنب، منى" فسوف نعبر عن كلمة "جنب "بهذا الشكل [ɡæɱb ]
وعن كلمة "منى" بهذا الشكل
Monæ/ /