عمل التسجيل.
يحتاج إلى مهارة الكثيرين حيث يقوم الموزع والمؤلف بإعداد الموسيقى للعازفين. ويسجل مهندس الصوت كل جزء بصورة منفصلة كما هو موضح في الصورة. ويقوم المهندس فيما بعد بتجميع المقطوعات المنفصلة في معزوفة.
يتم كل عام إنتاج مجموعات متنوعة من التسجيلات الموسيقية، تشمل الموسيقى الكلاسيكية، والريفية، وموسيقى القرب، والجاز والروك؛ كما يُسجّل ويباع العديد من التسجيلات الصوتية مثل الأسطوانات التعليمية، والمختارات الكوميدية والقراءات المسرحية.
ويختلف أسلوب عمل هذه التسجيلات. فقد تحتاج إلى أسابيع أو شهور من الترتيبات قبل أن يكون الفريق الموسيقي ـ الأوركسترا ـ جاهزًا لتسجيل قطعة من الموسيقى الكلاسيكية. وقد يقوم الموسيقيون بتسجيل مختارات من الجاز بدون أي مناقشة مسبقة سوى تحديد الأغنية التي ستقدّم. ويتركز اهتمام هذا القسم فقط على كيفية عمل تسجيل شائع.
قبل التسجيل.
يحصل الموسيقيّون الذين لايكتبون موسيقاهم الخاصة على مؤلف من أحد المؤلفين الموسيقيين. ويحمي الموسيقيون حقوقهم في الأغنية عن طريق حفظ حق التأليف بأن يعهدوا بها إلى ناشر. انظر: حق المؤلف
. ويعلن الناشر عن الأغنية نيابة عن المؤلف، ويحاول بيعها في صورة مطبوعة، أو يسجلها، أو يستعملها خلفية صوتية لفيلم أو في أي عمل فني آخر.
بعد أن يقرّر فنان تسجيل الأغنية، تُعطى نسخة منها إلى موزّع موسيقي. ويضيف الموزّع إليها جملاً موسيقية، أو صوتية، مغيرًا الموسيقى لتناسب طريقة أداء الفنان. ويقوم فنان تنفيذي مختص يسجل أعمال الفنانين، ويعمل لدى شركة التسجيل بمراجعة أعمال الفنانين وتسجيلاتهم. وتشمل مسؤوليات فني التنفيذ
أيضاً الاستماع إلى العروض، والشرائط المقدمة من الفنانين الجدد، ويقرر مَن مِن الفنانين يُقبل، وأيًا من الأغنيات يسجلها.
في أستديو التسجيل.
تضمّ جلسات التّسجيل في الاستديو العازفين والفنيين والمساعدين ويوجههم مهندس الصوت والمنتج. ويراجع مهندس التسجيل كافة الجوانب الفنية لجلسة التسجيل؛ فعلى سبيل المثال، يختار المهندس معدات التّسجيل ويرتب مواضع مكبرات الصوت ـ (الميكروفونات).
تُسجل معظم الأغاني الشائعة جزءاً جزءًا. ويسجّل للمغنيين وقارعي الطبول، وعازفي الجيتار، والآلآت الأخرى بمكبرات صوت ـ منفصلة، وغالباً مايسجل لهم في أوقات مختلفة
. ثم يمزج المهندس عندئذ (يجمع على شريط) التسجيلات المختلفة في شريط واحد. ويستطيع المهندس، بهذه الطريقة، التّحكّم في درجة الصوت الكلي للأغنية عن طريق تصحيح الأخطاء في التسجيل وعن طريق حذف الأجزاء غير الضرورية أو غير المرغوب فيها. ويتعامل المنتج مع كافة الجوانب غير الفنية في جلسة التسجيل. وتشمل مسؤوليات المنتج حجز الأستديو وجلب العازفين والاحتفاظ بسجل لهم يتضمن كافة بياناتهم والمبالغ المدفوعة لكل عازف.
إضافة إلى مهندسي الجلسة، فهناك مهندسون يتخصصون في نسخ
وإعادة مزج
النسخة الرئيسية من الشريط بعد جلسة التسجيل. ويجهز مهندس إعداد النسخة الرئيسية شريطاً للأغنية لنقله إلى الطابعة الرئيسية المستخدمة في عمل الأسطوانة. انظر: الفونوغراف
. ويحاول هذا المهندس إيجاد صوت عام يعمل بأفضل مايمكن على معظم أجهزة الاستنطاق الصوتي. ويعمل مهندسو المزج على الشرائط التي عمل لها نسخة رئيسية بالفعل مضيفين أجزاء جديدة لها أو حاذفين أقساماً منها لعمل نسخة مختلفة قليلاً عن التسجيل. وتعيد شركات التسجيل غالباً مزج التسجيلات الشائعة لجعلها أكثر مدعاة للطرب.
التسجيل الحي.
يشمل تركيب معدّات التّسجيل الخارجي في موقع الحفل الموسيقي. ويحاول المهندس في هذه الحالة أن يجد أفضل طريقة لوضع مكبرات الصوت، بحيث تكون أصوات التسجيل مماثلة بأكبر قدر ممكن للأداء الأصلي. ويمكن في بعض التسجيلات الحية سماع ضوضاء جمهور المتفرجين وضبط أنغام الآلات فيما بين الأغاني.وعلى أية حال فقد قلّ الاهتمام بالتّسجيلات الحية في هذه الأيام. ولاتكون لهذة التسجيلات نفس النوعيّة الممتازة للصوت الذي سُجِّل في الأستديو، حيث يستطيع المهندس تجميع المعزوفة بعناية.
إذن بيع التسجيل.
يمكن بوجه عام أن تسمح شركة ببيع تسجيل ما، حينما ترغب في ذلك. وتعيد الشركة في بعض الأحيان إصدار تسجيل قديم بسبب ما يبدو من اهتمام الناس به مرة أخرى. أو قد يصبح تسجبلاً غير متاح لأن الشركة تشعر بأنها لايمكنها الاستمرار في تحقيق الربح من بيعه.
تملك كبرى شركات التسجيلات المتاجر ومكاتب البيع الخاصة بها، ويعمل موظفو المبيعات على التأكُّد من أن محلات بيع التسجيلات ومحطات الراديو لديها نسخ من الأغنية.
يتلقى الفنان عائدًا ماديًا
من شركة التسجيل عن كل تسجيل مباع، وهو عبارة عن نسبة مئوية من سعر بيع التسجيل. وبالنسبة للفنانين الجُدُد فقد يكون العائد أقل من 5% من المبيعات أما الفنان، الذي يبيع ملايين التسجيلات فينال نسبة أعلى من العائد المادي.
يحصل المؤلفون والناشرون على عائد مادي ثابت
للسماح بتسجيل أغنية. وهذا العائد صغير ويُدفع عن كل تسجيل مباع. إضافة إلى ذلك، يتلقى مالك حقوق التأليف عائدًا كلّما أذيعت الموسيقى بالراديو أو التلفاز. ويؤدي بيع التسجيلات المنتحلة إلى خسارة شركات التسجيل والفنانين لمبالغ ضخمة من المال سنوياً. وتشمل المنتجات المُنتَحلة التسجيلات المخالفة للقانون، التي تمت عن طريق تسجيل سري لحفل موسيقي حي والتسجيلات والشرائط المنسوخة من تسجيل أصلي بدون إذن من شركات التسجيل.
جوائز صناعة التسجيل
تُقدّم عدّة هيئات جوائز للإنجازات الفنية والتجارية في صناعة التسجيلات، تمنح سنوياً جائزة جرامي
من الأكاديمية الوطنية الأمريكية لفنون وعلوم التسجيل للإنجازات الفنية ولعدد كبير من الفئات. وتشمل هذه الجوائز فنان العام وتسجيل العام. ويحدد أعضاء الأكاديمية وهي تضم موسيقيين ومهندسين ومنتجين الفائزين بجوائز جرامي.
يقدم اتحاد صناعة التسجيل بأمريكا
جوائز للفنانين الذين يبيعون رقماً محدداً من التسجيلات. وعندما تباع 500,000 نسخة من التسجيل، يتلقّى الفنان الأسطوانة الذهبية
وتمنح الأسطوانة البلاتينية
عندما تبلغ مبيعات نسخ التسجيلات المختارة مليون نسخة، وتمنح الأسطوانة البلاتينية المضاعفة
لمبيعات قدرها مليونا نسخة أو أكثر.
نبذة تاريخية
ارتبط تاريخ صناعة التسجيل بالتطور التقني في مجالات مختلفة، ففي عام 1877م، اخترع توماس أديسون، المخترع الأمريكي، جهاز الحاكي ـ الفونوغراف ـ الذي تمكّن من تسجيل وإعادة استنطاق الصوت على أسطوانات مغلّفة بالقصدير. وظهرت في أواخر التسعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي التسجيلات المسطحة التي أنتجتها شركة فيكتور توكنج ماشين في كامدن بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية. وكانت التسجيلات تدار على جهة واحدة فقط في بادئ الأمر، بينما انتشرت الأقراص ذات الوجهين في منتصف العشرينيات من القرن العشرين، وبدأت التسجيلات الأسطوانية في الاختفاء. وبعد الحرب العالمية الأولى، التي انتهت في 1918م، أصبحت الأسطوانات نمطاً شائعاً من التسلية المنزلية، ثم جاء اختراع شريط التسجيل في الأربعينيات من القرن العشرين. ونتيجة لذلك لم يعد طول التسجيل محدداً بالأسطوانات الشمعية الفارغة ذات الأربع أو الثلاث دقائق التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت. فقد أدخل حينئذ التسجيل (التشغيل) الطويل الأمد
وبيعت الأسطوانات والشرائط المجسمة التسجيل لأول مرة في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.
في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، تم تطوير الأسطوانات المدمجة. والأسطوانة المدمجة هي تسجيل يستنطق بشعاع الليزر، بدلاً من الإبرة. وبسبب عدم وجود اتصال مادي بين الشعاع والأسطوانة فلا تتآكل الأسطوانة ولايتشوه الصوت[i]