أظهر أخصائيان سويسري وأمريكي بعلم النفس، أن المفهوم الشائع بأن استماع
الرُضّع لموسيقى موزارت يساعد على تطورهم العقلي، وأن الموسيقى
الكلاسيكية تجعل من الأطفال الصغار أذآياءً، ليست سوى "أسطورة مُنمّقة."
وقد تم الإعلان لأول مرة عمّا اصطلح على تسميته ب "تأثير موزارت" في
الأمريكية العلمية المرموقة عام ١٩٩٣ عندما أجرى باحثان Nature مجلة
في جامعة آاليفورنيا اختبارات على طلاب جعلوهم يستمعون لألحان موسيقية
لموزارت لمدة عشر دقائق ليروا ما إذا آان لها تأثيرات على الذآاء. وآما
ذآرت جريدة الوطن فبعد ذلك أعلن العالمان أن الموسيقى الكلاسيكية عزّزت
من القابلية الذهنية للمستمعين دون أن يتمكن أحدٌ من تأآيد نتائج البحث. غير
أن باحثين آخرين أظهروا عام ١٩٩٩ أنه لا يوجد هناك ما يدعو للاعتقاد
بصحة نظرية "تأثير موزارت". وعلى الرغم من ذلك فقد جذب المقال الأول
للمجلة انتباه الناس أآثر من المقال الذي نفى النظرية، وقد أصبح شائعاً بعد
فترة قصيرة أن الاستماع للموسيقى الكلاسيكية يجعل من المراهقين والأطفال
والرُضّع أآثر ذآاءً.
وعلى ضوء هذا الاعتقاد الخاطئ، سعى أدريان بانكرتر، وهو أستاذ بجامعة
نوشاتل السويسرية، وجيب هيث الأستاذ بجامعة ستانفورد إلى معرفة آيف
أصبحت هذه الفكرة شائعة في الولايات المتحدة. حيث أظهرت بحوثهما أن
الناس اهتموا بالفكرة في محاولة للتخلص من مخاوف فشل النظام التعليمي .
يقول أدريان إن المدرسين وآباء التلاميذ الأمريكان يهتمون أآثر من
الأوروبيين بالتطور العقلي لأطفالهم، وعليه آلما آان نظام المدرسة سيئاً آلما
ازداد اهتمام الناس بأمور مثل نظرية "تأثير موزارت ."ومن أجل دعم
حجتهما، درس بانكرتر وهيث ٥٠٠ تقريراً لوسائل الإعلام بين ١٩٩٣
و ٢٠٠٢ لمعرفة آيف أصبحت الموسيقى الكلاسيكية واجباً على الأطفال،
والتمعن في أي من الولايات أخذ التقرير فيها مدى أوسع من غيرها .
واآتشف الباحثان علاقة متبادلة بين أنظمة التعليم الضعيفة، وعدد الأسر التي
تبنت النظرية، وآيف أن بعض الولايات التي تعاني من سوء في نظام التعليم
قد تبنت بشدة استخدام الموسيقى الكلاسيكية في المدارس، وآيف أخذت رياض
الأطفال في ولاية فلوريدا تبث نصف ساعة من الموسيقى الكلاسيكية للأطفال
يومياً، فيما قامت بعضها بتسليم أقراص مدمجة لموسيقى آلاسيكية لآباء
الأطفال الرٌضّع، وبعض المدرسين آانوا يعزفون الموسيقى خلال الامتحانات،
بل وصل الأمر إلى حد تشريع قوانين بهذا الشأن.
ويؤآد الباحثان أن الاعتبارات التجارية آان لها دور في ترسيخ نظرية "تأثير
موزارت"، حيث يقول بانكرتر إن هذه النظرية تؤآّد مساوئ المغالاة بالإيمان
في نتائج بعض البحوث العلمية. مشيرا إلى أنه لبناء حقائق علمية فإن الأمر
يتطلب ما بين ١٠ إلى ٢٠ سنة من البحث