الموسيقى في العصر الأموي (661-750):
شهدت الموسيقى في بداية عهد الخلفاء الراشدين (632-661م) هجوماً كبيراً وتحريماً من قبل المتشددين، وبالذات الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إلى أن عادت تبصر بصيصاً من النور في عهد علي وعثمان اللذين تغيرت في عهدهما مظاهر الحياة الاجتماعية عند العرب والمسلمين، وبذلك شجعوا الموسيقى على أنها جزء من حياة الرفاهية.
عندما انتقلت الخلافة إلى الأمويين، شيد الأمويون أجمل القصور في عاصمة الخلافة دمشق، وانتقل الغناء من مجرد عمل للرقيق إلى عمل للموالي ذوي المراكز الاجتماعية العالية، الذين دخلوا قصور الخلفاء من أبوابها الواسعة وأجزلت لهم العطايا والمكافآت. كما كان لامتداد الإمبراطورية العربية حتى جبال الهندوس شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً أثرٌ في الموسيقى العربية، حيث تأثرت بالنظريات الموسيقية اليونانية وسمات الموسيقى الفارسية، وبقيت هذه الآثار ظاهرة على ألحان الموسيقى العربية إلى يومنا هذا. ونذكر من الإيقاعات الكثيرة التداول في العصر الأموي إيقاع خفيف الرمل (8/10)، وخفيف الثقيل (8/6). ومن أبرز المغنين العرب في العصر الأموي سائب خائر، ومن النساء عزة الميلاء وجميلة، ولا ننسى فضل ابن مسجع الملقب بأبي الموسيقى العربية القديمة، الذي أدخل تجديدات لحنية ووضع أسساً ونظريات في العزف والغناء والتلحين، حيث سار على نهجه المغنون والموسيقيون من بعده أمثال ابن سريج وابن محرز. ومن الجدير بالذكر أنه وضع في العصر الأموي كتابي "النغم" و "القيان" اللذان مهد بهما واضعهما يونس لانطلاق حركة فكرية موسيقية فيما بعد