موسيقى لبنان
اشتهرت بيروت، عاصمة لبنان، بفنونها ومفكريها وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت الموسيقى البدوية التي كانت تصاحب رقصة الدبكة منتشرة مع موسيقى الرعاة التي اعتمدت على المزمار. ومع استقلال لبنان وتشحيع الفنون، برز موسيقيين لبنانيين طبعوا الموسيقى اللبنانية بطابع فلكلوري لبناني منهم الاخوين الرحباني الذي ألفوا الموسيقى والمسرح الموسيقي اللبناني وأنشاؤا موسيقى لبنانية اصيلة. ومن الموسيقيين الذين الفوا المغناة اللبنانية فلمون وهبة وزكي ناصيف ووديع الصافي.
وعن الموسيقى السيمفونية، اشتهر وليد غلمية الذي الف سيمفونيات عربية ضخمة وسليم سحاب الذي حلق بموسيقاه.
واشتهر الاخوين فليفل في تأليف الموسيقى الوطنية وكانةا رواد تألبف الاناشيد الوطنية العربية والموسيقى العسكرية.
وتزاوجت الموسيقى الغربية مع الابداع اللبناني وظهرت الجاز اللبنانية مع زياد الرحباني واستعمل الغيتار مع أغاني خالد الهبر. واشتهرت مؤخرا موسيقى الاندرغراوند مع فرق مثل .... وأصبح رائد ياسين، مازن كرباج، شريف صحناوي وشربل الهبر. رواد الموسيقى المرتجلة الحرة في العالم العربي[1].
وديع الصافى :-
بدايته الفنية
كانت إنطلاقته الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، ايام الإنتداب الفرنسي، في أغنية "يا مرسل النغم الحنون" للشاعر المجهول آنذاك (الأب نعمة اللّه حبيقة). وكانت اللجنة الفاحصة مؤلّفة من ميشال خياط، سليم الحلو، ألبير ديب ومحيي الدين سلام، الذين اتفقوا على اختيار اسم "وديع الصافي" كإسم فني له، نظرًا لصفاء صوته. فكانت إذاعة الشرق الأدنى، بمثابة معهد موسيقي تتلّمذ وديع فيه على يد ميشال خياط وسليم الحلو، اللذين كان لهما الأثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنية. بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية. ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورًا مهمًّا في تبلّور الأغنية الصافيّة. فكانت البداية مع "طل الصباح وتكتك العصفور" سنة 1940.
أول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان سنة 1944 حين سافر إلى مصر. وسنة 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج.
بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية «عاللّوما»، فذاع صيته بسبب هذه الأغنية التي صارت تردَّد على كل شفة ولسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا. وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال «عتابا» الذي أظهر قدراته الفنية.
قال عنه محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغني أوائل الخمسينات «ولو» المأخوذة من أحد افلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب:"من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت". فشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر أنّه مبتكر «المدرسة الصافية» (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية.
سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد.
في أواخر الخمسينات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة للأغنية اللبنانية إنطلاقًا من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي، وفيلمون وهبه، والأخوين رحباني، وزكي ناصيف، ووليد غلمية، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم.
مع بداية الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 في باريس. وكان سفره إعتراضًا على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة. فكان تجدّد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان من خلال صوت الصافي وأغانيه الحاملة لبنان وطبيعته وهمومه. منذ الثمانينات، بدأ الصافي بتأليف الألحان الروحية، نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه واقتناعًا منه بأن كلّ اعمال الإنسان لا يتوّجها سوى علاقته باللّه.
الأغاني
غنّى للعديد من الشعراء، خاصّة أسعد السبعلي ومارون كرم، وللعديد من الملحنين أشهرهم الأخوان رحباني، زكي ناصيف، فيلمون وهبه، عفيف رضوان، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، رياض البندك. ولكنّه كان يفضّل أن يلحّن أغانيه بنفسه لأنّه كان الأدرى بصوته، ولأنّه كان يُدخل المواويل في أغانيه، حتّة أصبح مدرسة يُحتذى بها. غنّى الآلاف من الأغاني والقصائد، ولحّن منها العدد الكبير.
كرّمه أكثر من بلد ومؤسسة وجمعية وحمل أكثر من وسام استحقاق منها خمسة أوسمة لبنانية نالها أيام كميل شيمعون، فؤاد شهاب وسليمان فرنجية والياس الهراوي. أما الرئيس اللبناني اميل لحود فقد منحه وسام الأرز برتبة فارس. ومنحته جامعة الروح القدس في الكسليك دكتوراه فخرية في الموسيقى في 30 حزيران 1991.
كما أحيا الحفلات في شتّى البلدان العربية والأجنبية.
فيروز ماسة لبنان المتألقة :-
مطربة لبنانية ذات صوت ملائكي استطاعت أن تأسر قلوب العديد من مستمعيها في جميع أنحاء الوطن العربي، ومعظم الدول الأجنبية، كما استطاعت أن تحتل مكانة مميزة في قلوب محبيها من عشاق فنها الجميل والطرب العربي الأصيل، ومما يدل على تميزها هي قدرتها على التربع على عرش الغناء على مر الأجيال المختلفة فحتى الآن تنال أغانيها إعجاب قطاع كبير من الشباب ونجدهم يرددونها في مختلف المناسبات، فصوتها الجميل يخرج من القلب ليسكن مباشرة القلب.
اسمها الأصلي هو " نهاد وديع حداد " واسمها الفني " فيروز" جاء هذا الاسم عندما قام الملحن الكبير حليم الرومي بتخييرها
مابين اسمين كان اسم فيروز هو أحداهما والذي وقع اختيار فيروز عليه في النهاية ليصبح اسمها الفني والذي نالت به شهرتها فيها فى العديد من دول العالم.
البداية الفنية
كانت أولى أغانيها والتي عرفها من خلالها الجمهور هي أغنية " تركت قلبي وطاوعت حبك " والذي قام الملحن الكبير حليم الرومي بتلحينها لها وكان هو أول ملحن تعاملت معه فيروز، ثم توالت أغانيها وتوالى أيضاً العديد من الملحنين التي قامت فيروز بالتعامل معهم في هذه الفترة نذكر منهم: مدحت عاصم، سليم الحلو، محمد محسن وغيرهم الكثير، كما قام حليم الرومي بتقديمها إلى الأخوين رحباني" منصور وعاصي"، وجاءت المشاركة الفنية بين عاصي الرحباني وفيروز مع عدد من الأغاني المميزة مثل " نحن والقمر جيران" وبعض الأغاني الشعبية، ونالت أعمال فيروز مع الرحبانية شهرة واسعة.
وكانت أغنية فيروز " عتاب " التي غنتها في عام 1957م، وعمل على تلحينها الأخوين رحباني بداية لشهرة واسعة لهم جميعاً في العالم العربي حيث تم دعوتهم أكثر من مرة من قبل عدد من الإذاعات العربية لتقديم أعمالهم بها من هذه الإذاعات محطة إذاعة دمشق بسوريا، وإذاعة صوت العرب المصرية، ففي عام 1955م قام الإذاعي المصري الكبير أحمد سعيد بالاتفاق معهم، من أجل الغناء في إذاعة صوت العرب المصرية، وبالفعل حضرت فيروز إلي مصر، حيث قامت بتقديم العديد من الأعمال الرائعة هي والأخوين رحباني في خلال هذه الفترة، كما قدمت دويتو غنائي مع الفنان المصري كارم محمود.
كانت أولى لقاءات فيروز المباشرة مع الجمهور اللبناني من خلال الحفلة التي أقيمت في معبد جوبيتر الروماني في مدينة بعلبك في عام 1957م.
ارصيدها الفني
قدمت فيروز عدد ضخم من الأغاني وصل إلى ما يزيد على 800 أغنية، شاركها فيها فريق متكامل من أبرع الملحنين والشعراء نذكر من الملحنين: حليم الرومي، الأخوين رحباني، فيلمون وهبي، محمد عبد الوهاب، إلياس رحباني، زكي ناصيف، محمد محسن وغيرهم الكثير، وأتى بعد ذلك زياد رحباني أبنها ليقوم بالتلحين أيضاً لوالدته، ومن الشعراء نزار قباني، عمر أبو ريشة، الأخطل الصغير، ميشيل طراد، قبلان مكرزل، سعيد عقل، بدوي الجبل، أبو سلمى، أسعد سابا، جوزيف حرب، طلال حيدر والعديد من الشعراء المتميزين من العصر القديم مثل بعض أشعار عنترة بن شداد من خلال غنائها للموشحات الأندلسية، كما قامت بغناء بعض القصائد لجبران.
وقامت فيروز بتقديم عدد من المسرحيات منها: جسر القمر، الليل والقناديل، بياع الخواتم، أيام فخر الدين، هالة والملك، الشخص، جبال الصوان، يعيش يعيش، صح النوم، ناس من ورق، ناطورة المفاتيح، المحطة، لولو، ميس الريم، بترا.
وقدمت ثلاث أفلام هم رصيدها السينمائي: " بنت الحارس" والذي قدمته مع الفنان أحمد خليفة ونصري شمس الدين، وفيلم سفر برلك ( المنفى ) وكلا الفيلمين من إخراج هنري بركات، وفيلم " بياع الخواتم " والذي تحول من مسرحية إلي فيلم قام بإخراجه المخرج يوسف شاهين.