rozy
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 11/03/2009
| موضوع: الموسيقى في العصر العباسي (750-1258)م وعلاقته بالموسيقى الغربية الأربعاء مارس 11, 2009 8:27 pm | |
| عندما يذكر العصر العباسي يتبادر إلى الأذهان ذلكالعصر الذهبي للعرب والمسلمين، الذي رغب فيه العباسيون أن يتفوقوا على أمجادالساسانيين القدماء في بلاد فارس، فانتعشت على أيديهم العلوم والفنون مع انتقالعاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد، وشيدت المعاهد والمعامل والمستشفيات. وقد روي لناعن ولع الخلفاء العباسيين بالفن، حتى كادت بلاطات أمراء المؤمنين تتحول إلى معاهدومجالس موسيقية، عدا عن الهبات والعطايا التي كان الخلفاء العباسيون يغدقونها علىالموسيقيين.
هذه الأجواء حمست الموسيقيين وشجعتهم على المضي قدماً في رفعمستوى الموسيقى ومكانتها، من نواحٍ عدة تشمل الأداء الغنائي والبحوث والدراساتالموسيقية، حيث وصلنا في كتاب "رسالة في الموسيقى" لواضعه ابن منجم- أحد تلامذةاسحق الموصلي- بحثا قيما في السلم الموسيقى العربي الذي كان مستخدماً حتى القرنالخامس عشر، وهو مشابه للسلم الفيثاغوري الإغريقي، حيث أن العرب نهلوا من علوماليونان الغزيرة عن طريق الترجمات التي بلغت أوجها في القرن التاسع الميلادي. ويعتبر عهد هارون الرشيد (786- 809 م) عهدا مليئا بالأمجاد والمحافل في الثقافةوالآداب والفن، فقد اجتمعت في بلاطه أعظم المواهب الموسيقية أمثال إبراهيم الموصليواسحق الموصلي وابن جامع وزلزل وغيرهم. حتى القرن التاسع، بقي الغناءالنشاطَ الموسيقي الدارج والغالب، إلى أن حمل القرن العاشر الميلادي نهجاً. الموسيقى العربية في العصرالحديث: عهد النهضة (1800- 1910تقريباً قبيل النهضة كان الشرق العربي منغلقاً على نفسه،يجر أغلال سطوة الحكم التركي والفرنسي والبريطاني على الأقطار العربية. فولد هذاالاحتكاك القسري مع هذه الشعوب الغربية موقفاً ثورياً لدى العرب يطمح لنيلالاستقلال، فقامت الثورات في مصر وسوريا وغيرها، ونالت حريتها واستقلالها. وكانلابد أن يثمر عهد ما بعد الثورة غلاّت من البناء و التجديد والإصلاح، على أصعدةالحقوق الطبيعية والبشرية والوضعية، والاقتصاد من تجارة وفلاحة وصناعة، والعلومبجميع فروعها، والفنون بجميع روابيها. وحظي فن الموسيقى في عهد النهضة العربيةباهتمام بالغ، حيث شهد النصف الأول من القرن التاسع عشر نهضة للمدرسة الموسيقيةالعربية الحديثة، في ميدانها العلمي و النظري، وكانت لها آثار ومؤلفات وأعلام لميسيروا فقط في ركاب الموسيقى العربية بل في الموسيقى الغربية أيضاً. ويذكر من رواد هذه المدرسة محمد شهاب الدين صاحب كتاب "سفينة شهاب" الذي يعتبر من دعائم المباحثالموسيقية في القرن التاسع عشر، حيث حمل بين دفتيه ما يقارب ثلاثمائة وخمسين موشحاًمبينة على عدة مقامات وأوزان وقوافي وأساليب تعبيرية. وظهر محمد عبد الرحيم الشهيربالمسلوب، فكان أول من تغنى بـ (الدور). بعــد عام 1910: أطل القرن العشرون، وبدأ الوطن العربي يزيح عنمنكبيه أثقال الجهل المهلك، ووصلت صور الحداثة الغربية إلى الاختراعات والاكتشافات،وبدأ الصراع بين القديم والحديث يشق طريقه إلى الوطن العربي مع المستعمر الأوروبيالزاحف. وحملت نهايات القرن العشرين أولى بوادر اليقظة، فظهرت فرق الإنشاد الصوفيوأداء الموشحات والقصائد والأدوار العربية بأصولها ورونقها، وظهرت المعاهد في سوريامنذ الثلاثينات، وفي مصر منذ العشرينات، التي لا يزال بعضها قائماً حتى اليوم. حملهذا العصر في جعبته مفاجآت وأحداثا جليلة كان من أهمها بدأ التدوين الموسيقي الذييرجعه بعض المؤرخين إلى ثلاثينات القرن الماضي، وكذلك انعقاد أول مؤتمر للموسيقىالعربية في مصر عام 1932، لدراسة الأنغام والأوزان وكل ما يتعلق بالموسيقى العربية. ومن أعلام الموسيقى في العصر الحديث: أبو خليل القباني، محمد عثمان، عمر البطش،الشيخ عبده الحمولي، الشيخ عثمان الموصلي، وسيددرويش. size=18]دور العرب في تكوين الفكرالأوروبي </STRONG> هناك بعض الكتاب لا يمكن تجاوز كتاباتهم مع مرور الوقت, تماما كما هو الحال لبعضالكتب وبعض الموضوعات . تنطبق هذه المقولة على "عبدالرحمن بدوي" كاتبا, وعلىكتابه "دور العرب في تكوين الفكر الأوروبي" من حيث هو منتج قريحة بحث الكاتب, ومنحيث الموضوع على إطلاقه. وقد صدر الكتاب مجددا (إعادة نشر) ضمن سلسلة الأعمالالفكرية لمشروع "مكتبة الأسرة" . لعل أهم ما يتميز به الكتاب هو التناولالعلمي والموضوعي لفكرته المحورية, دون الدخول في هوامش انفعالية أو مهاترات غيرموضوعية. يستهل الكاتب موضوعه بقوله: "قصدنا في هذه الدراسة أن نرسم خطوطا إجماليةلدور الفكر العربي في تكوين الفكر الأوروبي , لأن هذا الدور واسع المدى عميق الأثر, شمل الصناعات , ولم يقتصر على الفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضات, بل امتد إلىالأدب والفن كالعمارة والموسيقى." يشير الكاتب إلى أهمية مركزين في لعبالدور الرئيسي وهما: طليطلة في إسبانيا, و "صقلية" في إيطاليا. وقد لعبت الرحلاتوالمكتبات (خصوصا في طليطلة) والتجارة ثم الترجمة الأدوار الأولى والأساسية في نقلالفكر والعلم اليوناني (عن العربية) إلى أوروبا ثم نقل مستجدات العرب وأطروحاتهم , بل وإبداعاتهم وفنونهم. ويذكر في هذا الجانب, دور "بيت الحكمة" الذي أنشأهالخليفة المأمون للترجمة من اليونانية والسريانية. ثم جاءت الترجمة عن العربية منالبعض, منهم مطران طليطلة "ريمدندو", والشماس "دومنجو غنصالبة", ثم "أدلهر أوف باث" الإسباني و "ميخائيل أسكوت" و "هرمانوس المانوس" الذي ترجم كتابات "ابن رشد".. وغيرهم. * أثر الأدب العربي في تكوين الشعر الأوروبي, بعد التواجد العربي في الأندلس, راج شكل الموشحوالزجل الأندلسي.. وهما الأصل في الشعر الأوروبي, وأول من قال بتلك النظرية "خليانريبيرا" المستشرق الإسباني. أما الموشح فهو يتألف من فقرات تسمى الأبيات , وكلفقرة/ بيت يتكون من عدد معين من أشطار الأبيات في قافية واحدة , وتعقب كل فقرة خرجةفي بحر أشطار الغصن, ولكن في قافية أخرى.... دور العرب في تكوين الموسيقى والعمارة في أوروبا, من ينتبه إلى "الفلامنكو" أو الموسيقى والغناء الإسباني, يكتشف العلاقة والتأثير الواضحينللموسيقى والغناء العربي. وقد ذكر المستشرق الإسباني تأثير تلك الموسيقى والغناءعلى كل البلدان الأوروبية عن طريق زيارات الأندلس وإسبانيا فيما بعد. ودليل التأثرهو: - ظهور مذهب جديد في الموسيقى اسمه "فن الميزان" لأول مرة بالقرن ال13, يعمل أنواع الأنغام العربية. - استعمال بعض الآلات الموسيقية العربية في أوروبا, وإن تحور بعضها إلى أشكال مختلفة, منها الربابة والعود.. - وجود بعض الأنواعالشعبية من الموسيقى الأوربية ولها صورة الأغاني الأندلسية العربية في القرن التاسعوالعاشر الميلادي. تصعب الإحاطة التامة بمحتويات الكتاب, الا أن القارئ سوفيجد فيه متعة القراءة العلمية والأدبية معا, وقد غلفته روح البحث الموضوعيالعلمي. | |
|