السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت الموسيقى و الغناء فى حياة المجتمع المصرى القديم تشكل اهتماما كبيرا منذ الاسرة الفرعونية الاولى عام 3400 ق.م. تقريبا كما يذكر التاريخ أن الكهنة و كبار رجال الدين و الدولة و على رأسهم الملك الاله الفرعون كانوا يولون جميعا الموسيقى عناية خاصة لما لها من ارتياطا وثيقا بالحياة الدينية و دورها الاساسى الذى تشارك به فى إقامة الطقوس و العبادات و مصاحبة الترانيم و الصلوات الدينية.
و قد حظيت الموسيقى فى حياة الفراعنة بقدر كبير من التكريم حيث أسندت الدولة مسئولية رعاية هذا الفن الى الكهنة و يعكس ذلك مدى احترام و تقديس المجتمع المصرى القديم بكل طبقاته لهذا الفن و من أبرز السمات الموسيقية داخل قصور الملوك تميزها بالهدوء و الرقى كما ان السمة العامة فى تشكيل الفرقة الموسيقية غلب عليها الشكل الثنائى.
و مرت الموسيقى العربية بمراحل متعددة و تركت الدراسات الاسلامية المبكرة التى قام بها كل من الكندى و الفارابى ثروة من الوثائق التى تحوى نظريات علمية هامة أخذتها عن الحضارات القديمة (الاغريقية و الفارسية) ثم طورت الى ما يعد الآن اساس الموسيقى العربية
و فى مطلع القرن التاسع عشر ‘ و بقدوم الحملة الفرنسية ‘ حشد العلماء فى كتاب "وصف مصر" بعضا من الموسيقى التى سجلت فى ذلك الوقت بدون نوت موسيقية.
و ظهرت محاولات لتقديم موسيقى محلية الطابع فى مصر قادها عبده الحامولى ومحمد عثمان حتى نهاية القرن.
و مع مستهل القرن العشرين بدأت كتابة الموسيقى ، و ظهر المسرح الغنائى برعاية الشيخ سلامة حجازى الذى كان يقدم المسرح العالمى معربا ويطعمه بالقصائد العربية
و بمقدم سيد درويش تغير كل شيئ فى الموسيقى وقد أحدث الشيخ سيد تطورا حقيقيا وسريعا فانتقل إلى موضوعات جديدة وأشكال جديدة تميزت بقربها الشديد من الموسيقى الشعبية المحلية مع اتباع أساليب حديثة فى التأليف الموسيقى
وقد تبع سيد درويش موسيقيون تميزوا بالموهية العالية مثل القصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطى.
و خلال القرن العشرين ظهرت مجموعة من الأصوات الجيدة منها منيرة المهدية ، فتحية أحمد ، محمد عبد الوهاب ، أم كلثوم ، أسمهان ، ليلى مراد ، عبد الحليم حافظ .
كما ظهرت مجموعة من الملحنين الجدد مثل محمود الشريف ، فريد الأطرش ، كمال الطويل ، محمد الموجى ، محمد فوزى ، بليغ حمدى ، سيد مكاوى .
و كان للتقدم التكنولوجى الذى حمله معه القرن العشرين أثرا بالغا فى تغيير أشياء كثيرة، فقد تراجع نشاط المسرح الغنائى أمام التكنولوجيا الجديدة وأصبح الفيلم السينمائى هو البديل العصرى ، ثم شارك ظهور الراديو فى تقليل الاعتماد على الاسطوانات كأداة انتشار أساسية ، و تراجع جمهور الحفلات العامة التى كانت من سمات الحياة الفنية فى القاهرة.
في أواسط القرن العشرين شهدت الموسيقى ازدهارا كبيرا فى مصر بالذات وأنشئ معهد للموسيقى الأكاديمية الغربية هو "الكونسرفاتوار " ساهم فى تدعيم الحركة الموسيقية بالعازفين المهرة وقائدى الأوركسترا وصاحب انتشار التعليم العام نشاط تعليم الموسيقى فى المدارس مما أدى إلى ارتفاع حدود التذوق الموسيقى لدى فئات كبيرة من الشعب
كما شهدت تلك الفترة عودة قوية للأغانى الوطنية وعودة أيضا لإحياء التراث الموسيقى فأنشأ عبد الحليم نويرة فرقة الموسيقى العربية فى القاهرة وأنشأ محمد عفيفى فريق كورال سيد درويش فى الإسكندرية .
فى أواخر القرن العشرين لم تعد الموسيقى كما كانت فى أوله أو أواسطه ، وإنما تم التخفف تدريجيا من قيود الجدية والأكاديمية بسبب تغير أذواق الأجيال الجديدة نتيجة سرعة إيقاع الحياه في شتى المجالات .
ولمعت العديد من الأسماء في مجال الموسيقى ومن أبرزهم عمار الشريعى ، عمر خيرت
راجح داوود ، ياسر عبد الرحمن.
وفي السنوات الاخيرة انتشرت ظاهرة جديدة من الاغانى سميت بأغانى الفيديو كليب حيث استمد الاسم من طريقة تصوير هذه الاغانى المعتمدة على طريقة التقطيع فى اللقطات التصويرية. ان هذه الاغانى أصبحت تنتشر بشكل كبير فى المحطات المرئية بشكل خاص المحطات الفضائية.
وظهرت أسماء عديدة في عالم الغناء حازت شعبية كبيرة في العالم العربي ، أبرزهم الفنان عمرو دياب ، والذي عبر بأغانيه عن احساس ومشاعر الجيل الذي ينتمى له .والفنان محمد منير صاحب الصوت الحساس المتميز والذي يمتاز بأغاني ذات طابع خاص ونبرة صوت خاصة ، وحصل على العديد من الجوائز الدولية . وكثير من المطربين الذين أثروا الساحة الغنائية في مصر أمثال على الحجار ، هاني شاكر ، محمد الحلو وغيرهم.
كذلك انتشرت موسيقى الجاز بصورة أسرع من الموسيقى الكلاسيكية . واستطاعت أن تجذب جماهير عريضة من الشباب. وأبرز العازفين في مصر : الفنان يحي خليل