تكامل تكنولوجيا التعليم في المنهج دورها في تحقيق الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية
إن إتقان استخدام التكنولوجيا في التعليم يتطلب القدرة على استخدام الحاسوب وتقنيات أخرى مع تطبيق استراتيجيات تعليم وتعلم مختلفة تعلم الطلبة .
تكنولوجيا المعلومات والشعر والموسيقى:
من الوهلة الأولى تبدو المسافة شاسعة تلك التي تفصل بين الشعر والكمبيوتر، ولكن الحقيقة غير ذلك. فاستخدام الكمبيوتر لتوليد الشعر بغرض التسلية بات نوعاً محبباً من فنون الآلة فما علينا مثلاً إلا أن نحدد له الموضوع الذي نريده للقصيدة ونمده بقائمة المفردات ونحدد لها ميزان الشعر الذي نريد أن نخرج القصيدة على نمطه. علاوة على عدة ضوابط لغوية وأسلوبية.
وما أن نحدد لها ذلك حتى يقوم البرنامج داخلها باختيار الفاظه بصورة عشوائية في إطار الموضوع المحدد ووفقاً للميزان المطلوب في ظل القواعد المحددة. وبالطبع من المستحيل أن يكون مثل هذا التبسيط نوعاً من الشعر وبالرغم من ذلك فهناك تجارب لكتابة الشعر بمعاونة الكمبيوتر.
هذا عن حلم أصحاب الغايات البعيدة، أما أصحاب النظرة الواقعية، فينشغلون فيما يخص علاقة الشعر بتكنولوجيا المعلومات بما هو أقل طموحاً، وربما يكون أكثر نفعاً فيؤكدون استخدام الكمبيوتر في بناء المعاجم المفهرسة للشعراء القدماء والمحدثين.
ويمكن للمعاجم الشعرية الآلية أن تمدنا بقوائم عديدة تعكس تواتر الألفاظ وتواكبها وإحصائيات عديدة من الخصائص المعجمية والصرفية والنحوية لهذه الألفاظ وتراكيب الجمل.
إن هذه الفهارس الشعرية الآلية يمكن أن تكون مصدراً غنياً لاثراء المعجم العربي وإحياء المهجور من ألفاظه وتوسيع نطاق المعاني للالفاظ الواردة فيه .
أما بالنسبة للموسيقى ـ أقدم الفنون وأرقاها ـ وربما أكثرها صلة بتكنولوجيا المعلومات فالموسيقى تدين لتكنولوجيا المعلومات بانتشارها الواسع الذي جعل منها عنصراً أساسياً لثقافته الخاصة والعامة على السواء. عن طريق الإذاعة اللاسلكية وإنتشار الأجهزة الإلكترونية الإستهلاكية لسماع الموسيقى وتسجيلها ونسخها.
هذا عن علاقتها غير المباشرة بالتكنولوجيا الالكترونية، أما عن علاقتها المباشرة بها فقد كانت شرارة البدء في المحاولات الاولى التي قام بها الألمان، خاصة منذ إختراع الصمام الإلكتروني لصناعة الآلات الموسيقية الالكترونية التي يمكن لها إصدار أصوات تماثل تلك التي تصدرها الآلات التقليدية .
وتحول هذا الاتجاه تدريجياً نحو استخدام الوسائل الالكترونية لتوليد أصوات جديدة بهدف توسيع نطاق الابجدية الصوتية، وإثراء النسيج الصوتي، وذلك من خلال الوسائل الالكترونية لتقطيع الشرائح الصوتية وتسريع إيقاعها أو تبطيئه وإعادة تركيبها ومزجها.
ولقد تم الحصول لأول مرة على أصوات نقية تماماً خالية من الترددات الترافعية والنغمات الزائدة. التي عادة ما تشوش الأصوات الصادرة عن الآلات التقليدية، وأمكن أيضاً استخلاص الاصوات من الطبيعة كصوت هدير البحر وعواء الرياح واما شابه. ومزج هذه الأصوات مع أصوات الآلات وهكذا انفصلت عملية إنتاج الموسيقا عن الآلة. وخرج إلى الوجود ما أطلق عليه أسم الموسيقا المحسوسة التي يولدها مولد الموسيقى الالكترونية لتسجل على الشريط مباشرة دون الحاجة إلى الالات ولاعازفين.
لقد أصبحت الوسائل الالكترونية من لوازم عملية التأليف الموسيقي حيث يلجأ إليها المؤلف لاختبار مدوناته واستعراض بدائل توزيعها على الآلات.
ولم تفعل التكنولوجيا الالكترونية عن المتذوق الموسيقي، فهي تضيف كل يوم جديداً لتقريب درجة الاستمتاع بالموسيقى المسجلة إلى تلك التي يمنحها العزف الحي في قاعات الموسيقى. ووصل الأمر إلى إستخدام برامج الكمبيوتر للعزف على الآلات مباشرة ليصبح الكمبيوتر بمثابة عازفك الخاص يحرك بيده الخفية أصابع لوحة مفتاح البيانو أوتوماتيكياً ليعزف لك المقطوعة التي قمت باختيارها.