هو الملحن وعازف العود الكبير الذي صاغ بأسلوبه في التلحين والعزف شكلا متميزا في الموسيقى العربية على مدى أكثر من 40 عاما.
وُلد محمد علي إبراهيم القصبجي في 15 أبريل 1892 بحي عابدين بمحافظة القاهرة. تأثر محمد القصبجي في صغره بوالده الذي كان منشدا ومقرئا وعازف عود وملحنا في ذات الوقت؛ فتعلم منه الضروبات والأوزان الموسيقية في طفولته بجانب تعلمه القرآن وحفظه له صغيرا، وكان يشبع حبه للموسيقي بالاستماع إلي والده وهو يعلم تلاميذه أصول العزف علي العود والغناء.
في عام 1914 تخرج من مدرسة المعلمين العليا وعين مدرسا إبتدائيا ولكنه لم يلبث أن ترك مهنة التدريس بعدها بعامين ثم تفرغ للعمل عازفا بتخت العقاد وكان يتوسط هذا التخت جميع المطربين المعروفين أمثال يوسف المنيلاوي والشيخ أبوالعلا محمد وغيرهم يغنون ألحان عبده الحامولي ومحمد عثمان وإبراهيم القباني وداود حسني.
أراد القصبجي أن يتجه اتجاها آخر في التلحين في عام 1920 ، فاتفق مع صديقه الشيخ محمد يونس القاضي علي تأليف بضع طقاطيق خفيفة لتلحينها للمطربة منيرة المهدية كما قدم لها عدة روايات في المسرح الغنائي.
تعرف القصبجي على صوت أم كلثوم في أواخر عام 1923 حينما اتفق أحد متعهدي الحفلات مع مطربة السيرة النبوية أم كلثوم إبراهيم وبطانتها علي إحياء حفلة بمسرح تياترو "بابكوت باسك" وكانت هذه أول مرة تظهر فيها بالقاهرة وأعجب القصبجي بحلاوة صوتها ولم يفارق صوتها أذنه حتي عادت إلي القاهرة لتقيم فيها عام 1924.
ولما تعاقدت شركة أسطوانات مع أم كلثوم علي حوالي 15 أسطوانة، عهد إلي القصبجي بتلحين أول اسطوانة غنائية لها عام 1924 وهي (آل ايه حلف ما يكلمنيش) وظل يعاونها لآخر يوم في حياته وكانت قصيدة "أن حالي في هواها عجب " نقطة تحول حيث مهد للقصيدة بمقدمة موسيقية وعني بالتعبير الموسيقي عن معاني الكلمات.
ولا يمكن أن نتحدث عن القصبجي دون أن نذكر تجديداته في المونولوج الغنائي بداية من "أن كنت اسامح وأنسي" إلى "رق الحبيب" ولألحانه للسينما خاصة أنه أكثر المحلنين تلحينا للمطربين والمطربات، كما لحن الفصل الأول من ملخص "أوبرا عايدة" الذي غنته أم كلثوم في فيلمها "عايدة" في أوائل الأربعينيات .. وكان له الفضل في تمكن أمهر عازفي العود تلامذته من أمثال : السنباطي، عبدالوهاب، فريد الأطرش، وكان من أوائل من ألف الموسيقي الآلية غير التقليدية وفي مقدمتها رائعته ذكرياتي.
أهم الأعمال:
إن حالي في هواه عجب، رق الحبيب، إمتى هاتعرف، مادام تحب بتنكر ليه، مش ممكن أقدر أصالحك، يا صباح الخير ياللي معانا، أنا قلبي دليلي، بتبص لي كده ليه، أنا اللي استاهل كل اللي يجري لي.
من ألحانه المسرحية:
رواية "نجمة الصبح" لفرقة نجيب الريحاني، المظلومة، يا حرم المفتش، حياة النفوس "لمنيرة المهدية.
توفي أشهر من عزف على العود.. محمد القصبجي في 25 مارس 1966.