الموسيقى على مر العصور من العباسى حتى أوائل القرن العشرينالعصر العباسي ( 750 – 1258 م ) ( 132 – 656 هـ )
احتوي العصر العباسي علي نهضتين ، نهضة المشرق في ( بغداد والبصرة وبخاري ودمشق والقاهرة والإسكندرية ) ونهضة المغرب في ( قرطبة واشبيلية وغرناطة وصقلية وفارس ومراكش والقيروان .
لقد جاء العصر العباسي ، فدخلت الموسيقي العربية عصرها الذهبي حيث زادت النغمات وتنوعت الإيقاعات في اللحن الواحد ، وكثرت الآلات وتطور بعضها ، ودخل أشراف القوم في زمرة أهل هذه الصناعة ، ومنهم ابن جامع وإبراهيم ابن المهدي وأخته علية . كما كان الخليفة الواثق موسيقيا عالما بفن الغناء ، لحن مائة صوت ، غني شعره وشعر غيرة ، وكان الخليفة الهادي كريما مع الموسيقيين ، أمام الخليفة المأمون فقد أسس أول جامعة عربية لدراسة العلوم والفنون في بغداد ( دار الحكمة ) . وقد تجمع في هذا العصر نخبة من العلماء منهم الكندي والفارابي وابن سينا والآرموي
-الكندي : هو أبو يوسف يعقوب ابن إسحاق الكندي ولد في الكوفة عام ( 185 هـ - 801 م ) واختلفت المراجع في تحديد وفاته التي انحصرت مابين عام ( 246 هـ ) ، ( 260 هـ ) .وكان الكندي أول من تحدث في علم ( الهارموني ) قبل علماء أوربا بحوالي مائتي عام وذلك في ( رسالته العظمي في التأليف ) التي وضع فيها تمرينا لآلة العود استخدم فيه تعدد التصويت مدونا بالحروف الأبجدية العربية .
-الفارابي : ولد حوالي عام ( 259 هـ ) وتوفي عام ( 339 هـ ) ، تناول تعدد التصويت ( المخلوطات من النغم ) في كتابة الموسيقي الكبير .
-ابن سينا : ( 370 هـ - 428 هـ ) ، تحدث عن تعدد التصويت ومزج الأصوات ، من أبرز كتاباته عن الموسيقي ( جوامع علم الموسيقي ) وهو جزء من كتابة الشفاء ) . الآرموي : ( 613 هـ - 693 هـ ) ، من أهم كتبة ( الأدوار في علم التأليف ) الذي تحدث فيه عن تعدد التصويت ، ووضع طريقة للتدوين الموسيقي بالحروف الأبجدية العربية ، وابتكر آلة المغني وآلة النزهة .
ومن أعلام الموسيقي والغناء في العصر العباسي نذكر.
إبراهيم الموصلي : ( 125هـ - 188 هـ ) ، أجاد الغناء ووضع الحان أكثر من 900 صوت ، له مدرسة لتعليم الغناء ،، وله طريقة في الغناء حيث يبدأ بالأصوات الحادة وينزل تدريجيا إلي القرار ثم يعود للأصوات الحادة مرة أخري لينزل إلي القرار حيث ينتهي .
اسحق الموصلي : ( 150 هـ - 235هـ ) ، ابن إبراهيم الموصلي ، أجاد العزف علي العود والغناء والتلحين وألم أصول النغم وتراكيبه وأحكام الانتقال منها والمزج بينها ، كان أول من ضبط الأوزان وصحح الأجناس التي بنيت عليها مقامات الموسيقي العربية . تميز أسلوبه في الغناء بالبداية في الطبقات الحادة ثم ينخفض في الطبقات الغليظة ثم يعود إلي الطبقات الحادة
- زلزل - سياط - ملاحظ - برسوم - زنام - أحمد بن جحظة - عبيدة الطنبورية- جعفر الطبال - عبد الرحيم بن فضل
ونلاحظ في العصر العباسي الآتي :
1 – كان هناك آلات من الدرجة الأولي مثل ( العود ، الطنبور ) ، وآلات من الدرجة الثانية مثل ( المزمار ، الطبل ، الدف ) فيما يخص مصاحبة الغناء .
2 – كانت هناك مجالس تقتصر علي العزف الآلي فقط .
3 – كان المطربون والمطربات يجلسون خلف الستار أثناء الحفلات الغنائية ، ويوجد مايسمي ( صاحب الستارة ) يقوم بمهمة تبليغ الفرقة الموسيقية ما يقترحه الخليفة من أغان .
4 – كانت الجواري المغنيات يقمن بدور ( الأسطوانة ) بتنقلهن من بلاط إلي أخر .
5 – كان هارون الرشيد أول من جعل للمغنيين مراتب( الفنان الكبير – الآلاتي – القينة ) .
6 – اشتهر هذا العصر بالمناظرات بين العازفين في مجالس الخلفاء حتى غدت الموسيقي فيه جزء لا يتجزأ من عظمة العصر العباسي .
العصر الأندلسي
( 756 -1031 م ) ( 138 – 433 هـ )
ازدهرت الحضارة العربية في الأندلس طيلة ثمانية قرون ، وكانت ابرز ما اتسمت به الحقبة التاريخية الأولي من أيام العرب في الأندلس طيلة ثمانية قرون ، هو تأثر الأندلسيين بالمشارقه ، شمل ذلك ابرز النواحي الفكرية والاجتماعية والمنهج السياسي ، كما شمل العلم والأدب والفن ، فالموسيقي التي حملها زرياب إلي المغرب ، كانت المنطلق الأول للموسيقي الأندلسية، ففي قرطبة تأسس أول معهد للموسيقي ، كما اهتمت أشبيلية بصناعة الآلات الموسيقية . لقد تفنن الأندلسيون في ألوان الغناء ، وابتكروا الآلات الموسيقية وضبطوا تسوياتها علي قواعد وأصول جديدة ، فنجد قالب ) النوبة الأندلسية ( والعزف الجماعي ) الاوركسترا( .
ثم ابتدعوا الزجل والموشحات ، ويقول ابن سينا الملك إن الموشح ( لا عروض له إلا التلحين ) ، ونشير إلي أن المهاجرين الأندلسيين ( نصف مليون تقريبا ) حملوا معهم إلي المغرب وتونس كثير من أصول التلاحين الأندلسية التي مازالت موجودة في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ، كما حمل هؤلاء المهاجرين جميع ما كتبوه وألفوه في الموسيقي ونظرياتها ، ونقلوا ما كانوا يملكونه في الأندلس من آلات والحان ونغمات .
رواد الموسيقي والغناء في العصر الأندلسي :
زرياب : مولي المهدي العباسي ، تلمذ علي يد اسحق الموصلي ، وتفوق علية وذهب إلي الأندلس وجعل لنفسه مدرسة خاصة لتعليم الغناء ، حسن صناعة آلة العود كما زاد عليها وترا خامسا ، واستحدث ريشة نسر للعزف . ابن باجة : عازفا باهرا علي آلة العود وصاحب الحان جميلة ، أتم النهضة الغنائية التي بدأها زرياب . قمر : كانت مغنية في بلاط إبراهيم بن الحجاج . طرب : كانت مغنية في بلاط المنذر .
أنس القلوب : كانت مغنية في بلاط عبد الرحمن الثالث .
العصر الفاطمي
970 – 1171 )م ) ( 358 – 567هـ (
أقام الخليفة العز لدين الله الفاطمي عاصمته القاهرة عام 969م ، فاهتم بالفنون الجميلة وخاصة الموسيقي والغناء ، كما أهتم بعده أيضا العزيز والظاهر وغيرهم ، حتى كان هذا العصر عصر الطرب والترف ، حيث أقام خلفاء هذا العصر حفلات جمعت بين جلال الملك وطرب الشعب وبهجته ، وكانت هذه الحفلات تقام في القصر الشرقي الكبير مقر الخليفة الفاطمي ، وهكذا المغني في هذا العصر يجلس في مجلس الملك ،
ومن أعلام هذا العصر :
أبو الحسين محمد بن الطحان : كان ملحنا ومغنيا ، ألف كتاب ) جامع الفنون وسلوة المحزون ، في ذكر الغناء والمغنيين (. نسب : كانت أشهر المغنيين وهبها المستنصر أرض الطبالة . علي بن سعيد الصدفي : كان شاعرا أجاد العزف علي العود . ابن الهيثم : كان من اكبر علماء الرياضة الذين عرفتهم مصر ، له في الموسيقي كتاب تحت عنوان ) رسالة تأثيرات اللحون الموسيقية في النفوس الحيوانية ( .
العصر الأيوبي ( 1171 – 1250)م
لقد ازدهرت الموسيقي والفنون عامة في هذا العصر ، كذلك نذكر أنة من خلال الحروب الصليبية (1095 -1271 م ) وصلت إلي أوربا جميع الفنون العربية ومنها الموسيقي وآلاتها خاصة ) آلات النفخ النحاسية – وآلة القانون .(
من أعلام هذا العصر : ابن سناء الملك : ولد في القاهرة عام 550 هـ ، كان شاعرا كبيرا ، اعتني بالموشحات وله كتاب فيها- عجيبة : اشتهرت بالغناء بمصاحبة آلتي الجنك والدف .
العصر المملوكي ( 1250 – 1517) م
ازدهرت في هذا العصر الحركة العلمية والفنية في مصر ، كما شجع الملوك الغناء والطرب وظهر الأدب العامي الذي بعد وسطا بين الأدب الفصيح والأدب الشعبي ومن خلاله برزت الألحان الغنائية الجميلة في صورة الموشح الذي استخدم فيه بعض الألفاظ العامية ، وظهر في هذا العصر أيضا فن خيال الظل في عصر الظاهر بيبرس ، وفية يلتزم استطحاب الموسيقي التصويرية أو الغناء ، أو الاثنين معا .
كما ظهر المداحون وشعراء الربابة هذا إلي جانب المولوية ( حلقات ذكر الدراويش ) وهي احدي الطرق الصوفية تطورت من حيث اعتمادها علي الموسيقي والغناء .
من أعلام الموسيقي والغناء في هذا العصر .
خديجة الرحبانيه : مغنية بارعة . ناصر الدين القاهري : برع في معرفة أصول النغم وأجاد الغناء .
الرئيس نور الدين بن رحاب : أجاد الغناء وإنشاد المدائح والتلحين . جلال السنطبري : أجاد العزف علي السنطور . علي بن غانم : أجاد العزف علي الطنبور .
العصر العثماني ( 1517 – 1800) م
شجع العثمانيون الموسيقي ، فاحتفظوا في قصورهم بعدد كبير من الموسيقيين والمغنيين الأكفاء ، كما زاد الاهتمام بترجمة الكثير من الأعمال والنظريات الموسيقية العربية إلي اللغة التركية التي اتخذها العثمانيون لغة لهم . كما أصبح للمواوية نكايا خاصة ، مما ساعدهم علي الاحتفاظ بالطابع التقليدي للغناء . وشهد هذا العصر نوعان من الفرق الموسيقية . أ – الفرق التقليدية ( للغناء الدنيوي ) التخت التقليدي ( عود – ناي – قانون – كمان – رق ) ويصاحب الموشحات ويعزف البشارف والسماعيات .
ب – فرق الإنشاد المولوي ( الغناء الديني ) تتكون من عدد اثنين أو ثلاثة من آلة ( الناي – طبلة – رباب – مزهر تصاحب غناء الأذكار والابتهالات الدينية .
من أعلام الموسيقي والغناء في هذا العصر
عثمان الطنبوري - طانيوس : أجاد العزف علي آلة الكمان ووضع الكثير من البشارف والسماعيات .