العصر الحديث ( عصر محمد علي ) اختار الشعب محمد علي واليا علي مصر عام 1805 م ، فكان عصره بداية ازدهار ورقي للعلوم والآداب والفنون في مصر ، وفي مقدمة هذه الفنون كانت الموسيقي فتكون التخت التقليدي المصاحب للغناء ، هذا إلي جانب إعداد مدرسة للموسيقي العسكرية تلقي فيها المصريون تعليمهم الموسيقي علي يد الأجانب الأوروبيين .
كما تم إنشاء مدرسة للتعليم الموسيقي في الخانكة اتسعت ل 130 تلميذا ، كان أساتذتها من الأوروبيين أيضا .
إلي جانب هذا نجد إن محمد علي انشأ عدد من المدارس الموسيقية أيضا ، كما كان يستضيف الفرق الموسيقية العسكرية التركية ، كما زاد تأثر الموسيقي العربية بالموسيقي التركية .
ألوان الغناء في هذا العصر :
القصيدة – الموال – الموشحات – الأناشيد الصوفية – الأذكار والابتهالات – البشرف بنوعية ( الموسيقي التركي ) و ( الغنائي التركي ) ، وهو أغاني تركية ترجمت إلي العربية ليستهل بها مطرب التخت وصلته الغنائية . كذلك وجد الدور الغنائي في بداية تكوينه الفني .
كان للموسيقيين والمغنيين في هذا العصر شيخا يسمي ( شيخ الطائفة ) من مهامه الأساسية الترخيص لمن يرغب احتراف الغناء أو العزف بعد اختبار له تقاليد خاصة .
كما ظهر في عصر محمد علي أيضا ( الصهبجيه ) وهم طبقة من عامة الشعب يقومون بغناء الموشحات بأسلوب الإنشاد في المقاهي والمنتديات .
وهكذا ازدهرت الموسيقي في عصر محمد علي وان كانت الموسيقي الأوربية بدأت تؤثر علي موسيقانا منذ ذلك الوقت ، ولكن تطور التخت التقليدي وآلاته وألوانه غنائه حد من هذا التأثير ففي عهد عباس الأول ( 1848 – 1854 م ) ظهرت مطربتان كبيرتان هما ( ساكنة ) ، ( ألمظ ) ومن المطربين الشيخ محمد عبد الرحيم ( المسلوب ) الذي ينسب إليه تكوين أساس الدور الغنائي .
ومن بعد عباس الأول ، كان عهد محمد سعيد ( 1854 – 1863 م ) وفية برز التأثير التركي ، حيث وفد الكثير من العازفين الأرمن والأتراك إلي مصر وعزفوا مع الفرق وقاموا أيضا بتدريس الموسيقي .
ومن بعد محمد سعيد كان الخديوي إسماعيل ( 1863 – 1879 م ) ومن منجزاته في المجال الموسيقي والغناء نذكر إنشاء دار الأوبرا المصرية ، واستحضر لها كبار الفنانين والموسيقيين من الغرب ، كما ادخل في حظوته ( الحامولي ) أشهر أعلام الغناء العربي في عصره ، كما كان يستدعي المطربين والمطربات التركيات وأبرع العازفين إلي جانب مشاهير الغناء العربي وأمهر عازفيه ، ليتباري الجميع في إحياء ليالي الغناء والطرب والعزف . وفي عصره أيضا أنشأت حديقة الأزبكية التي امتلأت بالمقاهي الخاصة بالمغنيين والتخوت التقليدية وأكشاك ( العوالم ) وهم المغنيات . كما أنة في عصر إسماعيل طور محمد عثمان بالحانة والحامولي بصوته ، قالب الدور الغنائي حتى وصل إلي قمة تكوينه الفني الشامخ . هذا إلي جانب تطور التخت العربي التقليدي ليكتمل البناء الفني له وليؤدي دورة في تطوير مختلف ألوان الغناء العربي . وانطلاقا من هذا التقدم الملموس للموسيقي والغناء في مصر يمكننا القول أنة ظل مستمرا حتى إن الثلث الأول من القرن العشرين كان عصر ازدهار للتخت التقليدي وظهور مجموعة من العازفين علي مستوي رفيع ، وظهور مجموعة كبيرة من المطربين والمطربات . وفي عهد الملك فؤاد ، كان الاهتمام بسفر البعثات الموسيقية إلي أوربا وتم انعقاد أول مؤتمر للموسيقي التي أصبحت جزءا هاما من ثقافة الشعب وعلما يدرس في المدارس والمعاهد الموسيقية إلي جانب العلوم والفنون الأخرى . وفي عام 1934م بدأت الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية إرسال برامجها عبر الأثير ، وتكونت ثلاث فرق موسيقية تابعة لها ، وهي : فرقة للموسيقي العربية بقيادة / عزيز صادق .
- فرقة علي نظام الأوركسترا المعروف بقيادة / الشجاعي - أوركسترا غربي من العازفين الأجانب بقيادة التشيكي / جوزيف هوتيل .